قولٌ بلا دليل ، ومخالف للوجدان ، فإنّ من يستغيث بأهل البيت ( عليهم السلام ) من المؤمنين لا يجد في نفسه الاعتقاد بأنّ أهل البيت ( عليهم السلام ) آلهة ، أو مفوض إليهم أمر الخلق والرزق ، أو أنّهم شركاء لله في ذلك ، بل غاية ما يراه أنّه يطلب منهم حاجته حيث عسر عليه قضائها ، إلاّ من قبلهم بإقامة المعجز ، ولا يراهم في ذلك إلاّ واسطة ، وأما الفيض وحصول قضاء الحاجة ، فهو من الله وبإذنه ، كما يقول عيسى ( عليه السلام ) : * ( أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ ) * [1] , فلا تخرج الاستغاثة بهم وإجابتهم فيها عما يجري على يد عيسى بن مريم ( عليه السلام ) ، وفي كون المعجز واسطة ، وأما تحقق قضاء الحاجة فبأمر الله وفيضه . وبالجملة أنّ الاستغاثة بما هي وسيلة من وسائل طلب الحاجة ، التي فرغنا عن أنّه ممّا قامت الضرورة على حلّه