يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ ) * [1] . فلم يعاتبه الله على طلب الاستعانة بأخيه ، بل أقره على ذلك فقال تعالى : * ( سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا ) * [2] . وحاصل ما نقوله : أننا حين تقف الوسائل الطبيعية ، وحين نلجأ إلى المعجز ، ونلجأ إلى أهل البيت ( عليهم السلام ) ونستعين بهم في إقامته ، فإنّما نستعين بهم في شيء جعله الله تعالى لهم ، وجعل لهم القدرة عليه ، وما يكون من ترتب الأثر عليه وخروج الشيء من العدم إلى الوجود ، فهو يجري بقدرة الله وفيضه ، فلا تتحقق الاستعانة بغير الله حتى يتحقق فيها الشرك ، ولا توجد الإجابة لها بوجود مستقل منسوب إلى غير الله ، وليس لله فيها إرادة أو فيض حتى يحصل بها الشرك ، وأما الطلب الذي يكون على غير
[1] سورة القصص : الآيتان 33 - 34 . [2] سورة القصص : الآية 35 .