فقد صدر هذا القول عن عيسى بن مريم ( عليه السلام ) وهو نبي من أولي العزم ، وقد حكى الله جل ذكره ذلك عنه في كتابه العزيز فقال تعالى : * ( وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) * [1] . ولم ينهه الله تعالى عن هذا القول ، ولم يعاتبه عليه ، بل جعل ما يصدر منه من إبراء الأكمه والأبرص ، وإحياء الموتى معجزة له في نبوته . كما أنّه لم يعاتب الملك الذي أرسله إلى مريم فذعرت منه و * ( قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا ) * [2] ، فقال لها * ( إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلامًا
[1] سورة آل عمران : الآية 49 . [2] سورة مريم : الآية 18 .