البشر ، وليكون ذلك شاهد صدق على قربهم منه ، ودليلاً قاطعاً على خلافتهم عنه في بريته وسكان أرضه ، فنستغيث بهم لشفاء المريض وقضاء الحاجة وحل المشكل ، ونحن حين ندعوهم لذلك إنما ندعوهم ونحن في أعلى مراتب اليقين ، وأقوى الاعتقاد بأنّهم ( عليهم السلام ) في موقع إقامة السبب لا يتجاوزونه ، وإنّما يصدرون أمرهم على الأشياء المأمورة بطاعتهم ، أو يعلقون إرادتهم بها بنحو من التعلق ، ويبقى الفيض بيد الله سبحانه ومختصاً به ، لا يشاركه أحد فيه . وإننا نعتقد مضافاً إلى ذلك أنّهم حين يقيمون المعجز في مورد الإجابة لاستغاثتنا ، فإنّما يقيمونه بعد علمهم برضا الله تعالى ، وإذنه لهم فيه ، فهم عباد مكرمون لا يسبقونه بقول ولا بفعل ، بل هم بأمره يعملون . وممّا يشهد بذلك أنّك ترى بعض الاستغاثات تلاقي الإجابة منهم بصورة فورية أو تشبه الفورية ، وبعضها تتأخر الإجابة فيها إلى حين ، وبعضها لا تلاقي إجابة منهم أصلاً ،