وينتهي بنا الكلام أيضاً إلى نتيجة أخرى هي أن النهي عن لعن الظالم وعدم الرضا به ، قد يعود إلى الممالئة والمداهنة للظالم والمصانعة له في ظلمه ، وهذا يعود في نتيجته إلى التهوين من ظلم الظالم ، وعدم إنكاره . وهذا بدوره قد يعود بنا إلى مرتبة خفية من الرضا به ، وفي ذلك ما لا يخفى من عده بذلك مشاركاً للظالم في ظلمه ، كما جاء بذلك نص الحديث المروي عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليه وعليهم السلام ) حيث قال : « كان علي ( عليه السلام ) يقول العامل بالظلم والمعين عليه والراضي به شركاء ثلاثة » [1] ، هذا مضافاً إلى ما في ذلك من المنافاة لحقيقة الولاء لأهل البيت ( عليهم السلام ) المتقومة بالحب لهم ، والتبري من أعدائهم ، ومن المنافاة الحقيقة الإيمان والتي هي متقومة بهما كذلك لقوله تعالى : * ( لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ