والدعاء فيهما جهة أخرى للدلالة ، فهما واردان في مقام التعليم والتلقين لما نقوله في الدعاء ، ولما نقوله في الزيارة ، فالرواية حين تبيّن لنا كيفية الزيارة وتقول فيها « اللهم ألعن أمة ظلمتك » وتقول « اللهم ألعن أمة قتلتك » فهي تلقننا أن نقول ذلك إنشاء لا حكاية ، والتلقين باللعن على هذا الوجه يعني الأمر به ، وهو يستلزم الحكم بجوازه . وهذا ينتهي بنا إلى نتيجة هي أنّه على هذا التقدير لا يبقى مجال للشك ، أو التشكيك في جواز لعن الظالم فما يحاوله البعض من إرادته إسقاط زيارة عاشوراء بحجة اشتمالها على اللعن ، وما يحاوله البعض الآخر من إبداء استنكاره للعن وإنكاره ، والمنع منه بدعوى أن اللعن ليس من منهج أهل البيت ( عليهم السلام ) ، أمر لا مبرر له وقول لا دليل عليه ، بل هو قول مخالف للواقع الوجداني . إذ أن ما عرضناه من نصوص القرآن والسنة والدعاء الزيارات يعطي القناعة التامة ، بأنّ اللعن هو من منهج القرآن