responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 74


وبهذا يتضح ان جميع النظريات التجريبية في العلوم الطبيعية ترتكز على عدة معارف عقلية لا تخضع للتجربة . بل يؤمن العقل بها ايمانا مباشرا وهي :
أولا : مبدأ العلية بمعنى امتناع الصدفة ، ذلك أن الصدفة لو كانت جائزة لما أمكن للعالم الطبيعي ان يصل إلى تعليل مشترك للظواهر المتعددة التي ظهرت في تجاربه .
ثانيا : مبدأ الانسجام بين العلة والمعلول الذي يقرر ان الأمور المتماثلة في الحقيقة لابد أن تكون مستندة إلى علة مشتركة .
ثالثا : مبدأ عدم التناقض الحاكم باستحالة صدق النفي والاثبات معا .
فإذا آمن العالم بهذه المعارف السابقة على التجربة ثم اجرى تجاربه المختلفة على أنواع الحرارة واقسامها ، استطاع ان يقرر في نهاية المطاف نظرية في تعليل الحرارة بمختلف أنواعها بعلة واحدة كالحركة - مثلا - وهذه النظرية لا يمكن في الغالب تقريرها بشكل حاسم وصورة قطعية ، لأنها انما تكون كذلك إذا أمكن التأكد من عدم امكان وجود تفسير آخر لتلك الظواهر وعدم صحة تعليلها بعلة أخرى . وهذا ما لا تحققه التجربة في أغلب الأحيان ، ولهذا تكون نتائج العلوم الطبيعية ظنية في أكثر الأحايين ، لأجل نقص في التجربة وعدم استكمال الشرائط التي تجعل منها تجربة حاسمة .
ويتضح لنا على ضوء ما سبق ان استنتاج نتيجة علمية من التجربة يتوقف دائما على الاستدلال القياسي ، الذي يسير فيه الذهن البشري من العام إلى الخاص ، ومن الكلي إلى الجزئي كما يرى المذهب العقلي تماما فان العالم تم له استنتاج النتيجة في المثال الذي ذكرناه بالسير من المبادئ الأولية الثلاثة التي عرضنا ( مبدأ العلية ) ( مبدأ الانسجام ) ( مبدأ عدم التناقض ) . إلى تلك النتيجة الخاصة على طريقة القياس .
وأما الاعتراض الذي يوجهه التجريبيون إلى الطريقة القياسية في الاستدلال بان النتيجة فيها ليست الا صدى للكبرى من المقدمتين وتكريرا لها ، فهو اعتراض ساقط على أصول المذهب العقلي ، لان الكبرى لو كنا نريد

74

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست