responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 330


القائل ان الصورة المدركة نتاج مادي قائم بعضو الادراك في الجهاز العصبي - هو الذي يحدد المذهب الفلسفي للمادية . والافتراض الثالث - القائل ان الصورة المدركة - أو المحتوى العقلي لعملية الادراك - لا توجد في المادة ، وانما هي لون من الوجود الميتافيزيقي ، خارج العالم المادي ، هو الذي يمثل المذهب الفلسفي للميتافيزيقية .
وفي هذه المرحلة من البحث ، يمكننا ان نستبعد الافتراض المادي ، استبعادا نهائيا . وذلك لأن الصورة المدركة ، بحجمها وخصائصها الهندسية ، وامتدادها طولا وعرضا ، لا يمكن ان توجد في عضو مادي صغير ، في الجهاز العصبي . فنحن وان كنا نعتقد ، أن الأشعة الضوئية تنعكس على الشبكية ، وتتصور في صورة خاصة ، ثم تنتقل في أعصاب الحس إلى الدماغ ، فتنشأ في موضع محدد منه ، صورة مماثلة للصورة التي حدثت على الشبكية . . . ولكن هذه الصورة المادية ، غير الصورة المدركة في عقلنا ، لأنها لا تملك ما تملكه الصورة المدركة من خصائص هندسية . فكما ان الحديقة التي أدركناها في نظرة واحدة ، لا يمكن أن نأخذ عنها صورة فوتوغرافية ، موازية لها في السعة والشكل والامتداد ، على ورقة مسطحة صغيرة ، كذلك لا يمكن أن نأخذ عنها صورة عقلية ، أو ادراكية - تحاكيها في سعتها ، وشكلها ، وخصائصها الهندسية - على جزء ضئيل من المخ لأن انطباع الكبير في الصغير مستحيل .
واذن فيصبح من الضروري ، أن نأخذ بالافتراض ، وهو ان الصورة المدركة ، التي هي المحتوى الحقيقي للعملية العقلية ، صورة ميتافيزيقية ، موجودة وجودا مجردا عن المادة ، وهذا هو كل ما يعنيه المفهوم الفلسفي الميتافيزيقي للادراك .
وقد يخطر هنا على بعض الأذهان ، ان مسألة ادراك الصورة في أشكالها ، وحجومها ، وأبعادها ومسافاتها ، قد أجاب عليها العلم ، وعالجتها البحوث السيكولوجية . إذ أوضحت ان هناك عدة عوامل بصرية وعضلية ، تساعدنا على ادراك تلك الخصائص الهندسية . فحاسة البصر لا تدرك سوى الضوء واللون ، واما ادراك الخصائص الهندسية للأشياء ، فهو يتوقف على ارتباط

330

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 330
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست