responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 331


اللمس بحركات ، وأحاسيس خاصة . فلو جردنا الاحساس البصري عن كل احساس آخر . لبدت لنا نقاط من الضوء واللون فحسب . ولما أتيح لنا ادراك الاشكال والحجوم ، حتى انا كنا نعجز عن التمييز بين كرة ومكعب ، وذلك لان الكيفيات الأولية والاشكال ، من مدركات اللمس . وبتكرار التجربة اللمسية ، ينشأ تقارن بين مدركات اللمس من تلك الكيفيات ، وبين عدة من الإحساسات البصرية كاختلاف خاصة في الأضواء والألوان المبصرة ، وعدة من الحركات العضلية كحركة تكييف العين لرؤية الأشياء ، القريبة والبعيدة وحركة التلاقي في حالة الابصار بالعينين ، وبعد ان ينشأ هذا التقارن . يمكننا ان نستغني في ادراك الحجوم والاشكال ، عن الإحساسات اللمسية ، بما اقترن بها من احساسات وحركات عضلية فإذا أبصرنا كرة بعد هذا ، استطعنا ان نحدد شكلها ، وحجمها دون ان نلمسها اعتمادا على الإحساسات والحركات العضلية ، التي اقترنت بمدركات اللمس . وهكذا ندرك أخيرا الأشياء ، بخصائصها الهندسية ، لا بالاحساس البصري فحسب ، بل بالابصار مع ألوان أخرى من حركات حسية ، أصبحت ذات مدلول هندسي ، بسبب اقترانها بمدركات اللمس ، غير ان العادة لا تجعلنا نشعر بذلك .
ونحن لا نريد ان ندرس نظرية العوامل العضلية والبصرية ، من ناحية علمية ، لا أن ذلك لا يهم البحث الفلسفي ، فلنأخذ بها كسلسلة علمية ، ولنفترض أنها صحيحة ، فان هذا الافتراض لا يغير من موقفنا الفلسفي شيئا ، كما يظهر ذلك في ضوء ما قدمناه من تحديدات للدراسة الفلسفية في بحوث النفس ، إذ ان مؤدى النظرية ، هو ان الصورة العقلية المدركة بخصائصها الهندسية ، وطولها وعرضها ، وعمقها ، لم توجد بسبب الاحساس البصري البسيط فحسب ، بل بالتعاون مع احساسات بصرية ، وحركات عضلية أخرى ، اكتسبت مدلولا هندسيا ، بارتباطها باللمس واقترانها معه في التجارب المتكررة ، وسوف نواجه بعد التسليم بهذا ، نفس السؤال الفلسفي الأول ، وهو السؤال عن هذه الصورة العقلية ، التي كونها الاحساس البصري ، بالاشتراك مع أحاسيس وحركات أخرى ، أين توجد ؟ وهل هي

331

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 331
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست