responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 329


الحديقة كلا متماسكا ، تبدو فيه النخيل والأشجار ، وبركة الماء الكبيرة ، وألوان الحياة المتدفقة ، في الأزهار والأوراد ، والكراسي الموضوعة بانتظام حول بركة الماء ، والبلابل ، والطيور التي تشدو على الأغصان . والسؤال الذي يعترضنا حول هذه الصورة الرائعة ، التي أدركناها بنظرة مستوعبة هو : ما هي هذه الصورة التي ندركها ؟ وهل هي نفس الحديقة وواقعها الموضوعي بالذات ، أو صورة مادية تقوم بعضو مادي خاص في جهازنا العصبي ، أو لا هذا ولا ذاك بل صورة مجردة عن المادة ، تماثل الواقع الموضوعي وتحكي عنه ؟
أما أن الحديقة بواقعها الخارجي ، هي الصورة المتمثلة في ادراكنا العقلي ، فقد كانت تنادي بذلك نظرية قديمة في الرؤية ، تفترض ان الانسان يدرك الواقع الموضوعي للأشياء نفسه ، بسبب خروج شعاع خاص من العين ، ووقوعه على المرئي ، ولكن هذه النظرية سقطت .
- أولا - من الحساب الفلسفي ، لأن خداع الحواس الذي يجعلنا ندرك صورا معينة ، على أشكال خاصة لا واقع لها ، يبرهن على ان الصورة المدركة ، ليست هي الواقع الموضوعي ، والا فما هو الواقع الموضوعي المدرك في الادراكات الحسية الخادعة ؟ وسقطت - ثانيا - من الحساب العلمي ، إذ أثبت العلم ، ان الأشعة الضوئية ، تنعكس من المرئيات على العين لا من العين عليها ، وأنا لا نملك من الأشياء المرئية ، الا الأشعة المنعكسة منها على الشبكية . حتى لقد أثبت العلم ، ان رؤيتنا للشيء قد تحدث بعد انعدام ذلك الشيء بسنين . فنحن لا نرى الشعرى في السماء مثلا ، الا حين تصل الموجات الضوئية الصادرة عن الشعرى إلى الأرض بعد عدة سنين من انطلاقها عن مصدرها ، فتقع على شبكية العين . فنقول نحن نرى الشعرى غير ان هذه الموجات الضوئية التي تؤدي بنا إلى رؤية الشعرى انما تنبئنا عنها كما كانت قبل عدة سنين . ومن الجائز ان تكون الشعرى قد انعدمت من السماء قبل رؤيتنا لها بأمد طويل ، وهذا يبرهن علميا على ان الصورة التي نحس بها الآن ليست هي الشعرى المحلقة في السماء ، أي الواقع الموضوعي للنجم .
ويبقى في حسابنا بعد ذلك ، الافتراضان الأخيران . فالافتراض الثاني -

329

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 329
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست