responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 313


الطفرات . ولا يملك العلماء اليوم رصيدا علميا لهذه النظرية ، الا ملاحظة بعض مظاهر التغير الفجائي ، في عدة من الحالات ، التي دعت إلى افتراض ان تنوع الحيوان نشأ عن طفرات من هذا القبيل ، بالرغم من ان الطفرات المشاهدة في الحيوانات ، لم تبلغ إلى حد تكوين التغيرات الأساسية المنوعة ، وان بعض التغيرات الدفعية لم تورث .
ولسنا بصدد مناقشة نظرية من هذا القبيل ، وانما نستهدف التلميح إلى نظام الوراثة الدقيق ، والقوة المدهشة في الجينات الدقيقة ، التي توجه بها جميع خلايا الجسم ، وتنشئ للحيوان شخصيته وصفاته . فهل يمكن في الوجدان البشري ان يحدث كل ذلك صدفة واتفاقا ؟
* المادة وعلم النفس وأخيرا فلنقف لحظة عند علم النفس ، لنطل على ميدان جديد من ميادين الابداع الإلهي ، ولنلاحظ من قضايا النفس بصورة خاصة ، قضية الغرائز التي تنير للحيوانات طريقها وتسددها في خطوتها ، فإنها من آيات الوجدان البينات ، على ان تزويد الحيوان بتلك الغرائز ، صنع مدبر حكيم ، وليس صدفة عابرة . والا فمن علم النحل بناء الخلايا المسدسة الاشكال ، وعلم كلب البحر بناء السدود على الأنهار ، وعلم النمل المدهشات في إقامة مساكنه ، بل من علم ثعبان البحر ان لا يضع بيضه الا في بقعة من قاع البحر ، تقرب نسبة الملح فيها 35 % ، وتبعد عن سطح البحر بما لا يقل عن ( 1200 ) قدما ، ففي هذه البقعة يحرص الثعبان على رمي بيضه حيث لا ينضح الا مع توافر هذين الشرطين .
ومن الطريف ما يحكى من أن عالما صنع جهازا خاصا ، وزوده بالحرارة المناسبة ، وببخار الماء وسائر الشروط التي تتوفر في عملية طبيعية لتوليد كتاكيت من البيض ، ووضع فيه بيضا ليحصل منه على دجاج ، فلم يحصل على النتيجة المطلوبة ، فعرف من ذلك ان دراسته لشرائط التوليد الطبيعي ليست كاملة ، فأجرى تجارب أخرى على الدجاجة ، حال احتضانها البيض ،

313

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 313
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست