responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 30


واما الآن ، فوضع التصميم الاجتماعي الذي يرومونه ، يستدعي حبس الأفراد في حدود فكرة هذا التصميم ، وتأمين تنفيذه بقيام الفئة المؤمنة به على حمايته ، والاحتياط له بكبت الطبيعة الانسانية والعواطف النفسية . ومنعها من الانطلاق بكل أسلوب من الأساليب . والفرد في ظل هذا النظام وان كسب تأمينا كاملا ، وضمانا اجتماعيا لحياته وحاجاته ، لأن الثروة الجماعية تمده بكل ذلك في وقت الحاجة . . ولكن أليس من الأحسن بحال هذا الفرد أن يظفر بهذا التأمين دون أن يخسر استنشاق نسيم الحرية المهذبة ، ويضطر إلى إذابة شخصه في النار ، واغراق نفسه في البحر الاجتماعي المتلاطم ؟
وكيف يمكن أن يطمع بالحرية - في ميدان من الميادين - انسان حرم من الحرية في معيشته ، وربطت حياته الغذائية ربطا كاملا بهيئة معينة ، مع ان الحرية الاقتصادية والمعيشية هي أساس الحريات جميعا .
ويعتذر عن ذلك المعتذرون فيتساءلون : ماذا يصنع الانسان بالحرية والاستمتاع بحق النقد والاعلان عن آرائه ، وهو يرزح تحت عبء اجتماعي فضيع ؟ وماذا يجديه أن يناقش ويعترض . وهو أحوج إلى التغذية الصحيحة والحياة المكفولة منه إلى الاحتجاج والضجيج الذي تنتجه له الحرية ؟ ! .
وهؤلاء المتسائلون لم يكونوا ينظرون الا إلى الديمقراطية الرأسمالية ، كأنها القضية الاجتماعية الوحيدة التي تنافس قضيتهم في الميدان ، فانتقصوا من قيمة الكرامة الفردية وحقوقها ، لأنهم رأوا فيها خطرا على التيار الاجتماعي العام . . . ولكن من حق الانسانية ان لا تضحي بشيء من مقوماتها وحقوقها ما دامت غير مضطرة إلى ذلك ، وانها انما وقفت موقف التخيير بين كرامة هي من الحق المعنوي للانسانية ، وبين حاجة هي من الحق المادي لها . إذا أعوزها النظام الذي يجمع بين الناحيتين ويوفق إلى حل المشكلتين .
ان انسانا يعتصر الآخرون طاقاته ، ولا يطمئن إلى حياة طيبة وأجر عادل وتأمين في أوقات الحاجة . . . لهو انسان قد حرم من التمتع بالحياة ، وحيل بينه وبين الحياة الهادئة المستقرة . كما ان انسانا يعيش مهددا في كل لحظة ، محاسبا على كل حركة . معرضا للاعتقال بدون محاكمة . وللسجن والنفي والقتل لأدنى

30

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست