للاوكسجين ، ثم يتحد النفي والاثبات معا ، في وحدة هي الماء ، أو ان نعكس الاعتبار ، فنفرض الأوكسجين اثباتا ، والهيدروجين نفيا ، والماء هو الوحدة التي انطوت على النفي والاثبات معا ، وحصلت نتيجة تكاملية للصراع الديالكتي بينهما ، فهل يمكن للديالكتيك أن يوضح لنا ان هذا التكامل الديالكتيكي ، لو كان يتم بصورة ذاتية وديناميكية ، فلماذا اختص بكمية معينة من العنصرين ، ولم يحصل في كل هيدروجين وأوكسجين ؟ ولا نريد بهذا أن نقول ان اليد الغيبية هي التي تباشر كل عمليات الطبيعة وتنوعاتها ، وان الأسباب الطبيعية لا موضع لها من الحساب وانما نعتقد ان تلك التنوعات والتطورات ، ناشئة من عوامل طبيعية خارج المحتوى الذاتي للمادة ، وهذه العوامل تتسلسل ، حتى تصل في نهاية التحليل الفلسفي ، إلى مبدأ وراء الطبيعة ، لا إلى المادة ذاتها . والنتيجة ، هي أن وحدة المادة الأصلية للعالم ، التي برهن عليها العلم من ناحية ، وتنوعاتها واتجاهاتها المختلفة ، التي دل العلم على انها عرضية وليست ذاتية من ناحية أخرى ، تكشف عن السر في المسألة الفلسفية ، وتوضح ان السبب الاعلى لكل هذه التنوعات والاتجاهات ، لا يكمن في المادة ذاتها ، بل في سبب فوق حدود الطبيعة . ترجع اليه العوامل الطبيعية الخارجية ، التي تعمل على تنويع المادة وتحديد اتجاهاتها . * المادة والفلسفة كنا ننطلق في برهاننا على المسألة الإلهية ، من المادة بمفهومها العلمي ، التي برهن العلم على اشتراكها ، وعرضية الخصائص بالإضافة إليها . والآن نريد ان ندرس المسألة الإلهية ، على ضوء المفهوم الفلسفي للمادة . ولاجل ذلك يجب ان نعرف ما هي المادة ؟ وما هو مفهومها العلمي والفلسفي ؟ نعني بمادة الشيء ، الأصل الذي يتكون منه الشيء . فمادة السرير هي الخشب ، ومادة الثوب هي الصوف . ومادة الورق هي القطن ، بمعنى أن