responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 296


الديالكتيكي ، يتلخص في ان المادة قد تطورت من مرحلة إلى مرحلة أرقى ، حتى بلغت درجة اليورانيوم . وعلى هذا الضوء يجب أن يكون عنصر الهيدروجين ، نقطة الابتداء في هذا التطور ، باعتباره أخف العناصر البسيطة . فالهيدروجين يتطور ديالكتيكيا بسبب التناقض المحتوى في داخله ، فيصبح بالتطور الديالكتيكي عنصرا أرقى ، أي عنصر الهليوم ، وهذا العنصر بدوره ينطوي على نقيضه ، فيشتعل الصراع من جديد ، بين النفي والاثبات ، بين الوجه السالب والوجه الموجب ، حتى تدخل المادة في مرحلة جديدة ، ويوجد العنصر الثالث ، وهكذا تتصاعد المادة طبقا للجدول الذري .
هذا هو التفسير الوحيد ، الذي يمكن للديالكتيك ان يقدمه في هذا المجال ، تبريرا لديناميكية المادة . ولكن من السهل جدا ، أن نتبين عدم امكان الأخذ بهذا التفسير ، من ناحية علمية ، لان الهيدروجين لو كان مشتملا بصورة ذاتية على نقيضه ، ومتطورا بسبب ذلك طبقا لقوانين الديالكتيك المزعوم ، فلماذا لم تتكامل جميع ذرات الهيدروجين ؟ وكيف اختص هذا التكامل الذاتي ببعض دون بعض ؟ فان التكامل الذاتي لا يعرف التخصيص ، فلو كانت العوامل الخلافة للتطور والترقي ، موجودة في صميم المادة الأزلية ، لما اختلفت آثار تلك العوامل ، ولما اختصت بمجموعة معينة من الهيدروجين ، تحولها إلى هليوم وتترك الباقي . فنواة الهيدروجين ( البروتون ) ، إذا كانت تحمل في ذاتها نفيها ، وتتطور تبعا لذلك حتى تصبح بروتونين ، بدلا من بروتون واحد ، لنتج عن ذلك زوال الماء عن وجه الأرض تماما ، لان الطبيعة إذا فقدت نوى ذرات الهيدروجين ، وتحولت جميعا إلى نوى ذرات الهليوم ، لم يكن من الممكن أن يوجد بعد ذلك ماء .
فما هو سبب الذي جعل تطور الهيدروجين إلى هليوم ، مقتصرا على كمية معينة ، وأطلق الباقي من أسر هذا التطور الجبري ؟
وليس التفسير الديالكتي للمركبات ، أدنى إلى التوفيق من تفسير الديالكتيك للعناصر البسيطة . فالماء إذا كان قد وجد طبقا لقوانين الديالكتيك فمعنى ذلك ان الهيدروجين يعتبر اثباتا ، وان هذا الاثبات يثير نفي نفسه ، بتوليده

296

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 296
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست