responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 252


اشكال ثلاثة : فاما ان تكون مجموعة من الصدف المتراكمة ، بمعنى ان كل حادثة توجد باتفاق بحت ، دون ان تكون هناك أي ضرورة تدعو إلى وجودها . وهذه هي النظرة الأولى . واما ان تكون اجزاء الطبيعة ضرورية ، ضرورة ذاتية ، فكل واحد منها يوجد بسبب من ضرورته الذاتية ، دون احتياج إلى شيء خارجي ، أو تأثر به . وهذه هي النظرة الثانية . وكلتا هاتين النظرتين لا تنسجمان مع مبدأ العلية القائل : ان كل حادثة ترتبط في وجودها بأسبابها ، وشروطها الخاصة . لأن هذا المبدأ يرفض الصدفة والاتفاق ، كما يرفض الضرورة الذاتية للحوادث . وبالتالي يعين نظرة أخرى نحو العالم ، وهي النظرة التي يعتبر فيها العالم مرتبطا ارتباطا كاملا ، طبقا لمبدأ العلية وقوانينها ، ويحتل كل جزء منه موضعه الخاص من الكون ، الذي تحتمه شرائط وجوده وقافلة أسبابه . وهذه هي النظرة الثالثة ، التي تقيم الميتافيزيقية على أساسها فهمها للعالم . ولأجل ذلك كان سؤال : لماذا وجد ؟ أحد الأسئلة الأربعة ( 1 ) ، التي يعتبر المنطق الميتافيزيقي الإحاطة العلمية بشيء ، مرهونة بمدى الجواب عليها ، فهذا يعني بكل وضوح أن الميتافيزيقية لا تقر مطلقا امكان عزل الحادثة عن محيطها وشروطها ، وتجميد السؤال عن علاقاتها بالحوادث الأخرى .


( 2 ) والأسئلة الأربعة هي كما يلي : ما هو ؟ وهل هو موجود ؟ وكيف هو ؟ ولماذا وجد ؟ ولاجل الايضاح نطبق هذه الأسئلة على احدى الظواهر الطبيعية ، فلنأخذ الحرارة ، لمواجهة هذه الأسئلة فيها : ما هي الحرارة ؟ ونعني بهذا السؤال محاولة شرح مفهومها الخاص ، فنجيب على ذلك - مثلا - : ان الحرارة نوع من أنواع الطاقة ، وهل الحرارة موجودة في الطبيعة ؟ ونجيب بالايجاب طبعا . وكيف هي ، أي ما هي ظواهرها وخواصها ؟ وهذا ما تجيب عنه الفيزياء ، فيقال - مثلا - بأن من خواصها التسخين ، والتمديد ، والتقليص ، وتغيير بعض الصفات الطبيعية للمادة الخ . . . وأخيرا فلماذا وجدت الحرارة ؟ ومرد هذا السؤال إلى الاستفهام عن عوامل الحرارة وعللها ، والشروط الخارجية التي ترتبط بها ، فيجاب عنه - مثلا - ان الطاقة الحرارية تستوردها الأرض من الشمس ، وتنبثق عنها الخ : وبهذا تعرف ان المنطق الميتافيزي ، وضع مسألة ارتباط الشيء بأسبابه وظروفه في مصاف المسائل الرئيسية الأخرى ، التي تتناول حقيقته ووجوده وخواصه .

252

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 252
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست