responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 253


فليس الاعتقاد بالارتباط العام اذن ، وقفا على الديالكتيك ، بل هو مما تؤدي اليه حتما الأسس الفلسفية ، التي شيدتها الميتافيزية ، في بحوث العلية وقوانينها .
وأما مخططات هذا الارتباط ، القائم بين اجزاء الطبيعة ، والكشف عن تفاصيله وأسراره ، فذلك ما توكله الميتافيزية إلى العلوم ، على اختلاف ألوانها . فان المنطق الفلسفي العام للعالم ، انما يضع الخط العريض . ويقيم نظريته الارتباطية ، على ضوء العلية وقوانينها الفلسفية . ويبقى على العلم بعد ذلك ، أن يشرح التفاصيل في الميادين ، التي تتسع لها الوسائل العلمية ، ويوضح الألوان الواقعية للارتباط ، وأسرارها ، ويضع فيها النقاط على الحروف .
وإذا أردنا أن ننصف الديالكتيك والميتافيزية حقهما معا ، كان علينا ان نسجل أن الشيء الجديد ، الذي جاء به الديالكتيك الماركسي . ليس هو نفس قانون الارتباط العام ، الذي سبقت اليه الميتافيزية ، بطريقتها الخاصة ، والذي هو في نفس الوقت واضح لدى الجميع ، وليس موضع النقاش . . . وانما سبقت الماركسية إلى الاغراض السياسية ، أو بالأحرى إلى التطبيقات السياسية الخاصة ، لذلك القانون ، التي توفر لها امكان تنفيذ خططها وخرائطها . فنقطة الابتكار تتصل بالتطبيق ، لا بالقانون ، من حيث وجهته المنطقية والفلسفية . ولنقرأ بهذه المناسبة ما سجله الكاتب الماركسي ( أميل برنز ) عن الارتباط في المفهوم الماركسي ، إذ كتب يقول : ( ( ان الطبيعة أو العالم . وبضمنه المجتمع الانساني ، لم تتكون من أشياء متمايزة مستقلة ، تمام الاستقلال عن بعضها البعض وكل عالم يعرف ذلك ، ويجد صعوبة قصوى في تحديد التقديرات ، حتى لأهم العوامل التي قد تؤثر في الأشياء الخاصة ، التي يدرسها . ان الماء ماء ، ولكن إذا زيدت حرارته إلى درجة معينة ، تحول إلى بخار ، وإذا انخفضت حرارته ، استحال ثلجا . كما ان هناك عوامل أخرى تؤثر عليه . ويدرك كل شخص عامي أيضا : إذا ما خبر الأشياء ، انه لا يوجد

253

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست