responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 24


* ثانيا - الاشتراكية والشيوعية :
في الاشتراكية مذاهب متعددة ، وأشهرها المذهب الاشتراكي القائم على النظرية الماركسية والمادية الجدلية ، التي هي عبارة عن فلسفة خاصة للحياة وفهم مادي لها على طريقة ديالكتيكية . وقد طبق الماديون الديالكتيكيون هذه المادية الديالكتيكية على التاريخ والاجتماع والاقتصاد . فصارت عقيدة فلسفية في شأن العالم . وطريقة لدرس التاريخ والاجتماع ، ومذهبا في الاقتصاد وخطة في السياسة . وبعبارة أخرى : انها تصوغ الانسان كله في قالب خاص . من حيث لون تفكيره ووجهة نظره إلى الحياة وطريقته العملية فيها . ولا ريب في أن الفلسفة المادية ، وكذلك الطريقة الديالكتيكية . ليستا من بدع المذهب الماركسي وابتكاراته فقد كانت النزعة المادية تعيش منذ آلاف السنين في الميدان الفلسفي ، سافرة تارة ومتوارية أخرى وراء السفسطة والانكار المطلق ، كما أن الطريقة الديالكتيكية في التفكير عميقة الجذور ببعض خطوطها في التفكير الانساني , وقد استكملت كل خطواتها على يد ( هيجل ) الفيلسوف المثالي المعروف . وانما جاء ( كارل ماركس ) إلى هذا المنطق وتلك الفلسفة فتبناهما . وحاول تطبيقهما على جميع ميادين الحياة . فقام بتحقيقين .
أحدهما : ان فسر التاريخ تفسيرا ماديا خالصا بطريقة ديالكتيكية . والآخر : زعم فيه انه اكتشف تناقضات رأس المال والقيمة الفائضة ، التي يسرقها صاحب المال في عقيدته من العامل [1] , وأشاد على أساس هذين التحقيقين ايمانه بضرورة فناء المجتمع الرأسمالي ، وإقامة المجتمع الشيوعي والمجتمع الاشتراكي ، الذي اعتبره خطوة للانسانية إلى تطبيق الشيوعية تطبيقا كاملا .
فالميدان الاجتماعي في هذه الفلسفة ميدان صراع بين المتناقضات ، وكل وضع اجتماعي يسود ذلك الميدان فهو ظاهرة مادية خالصة ، منسجمة مع



[1] شرحنا هذه النظريات مع دراسة علمية مفصلة في كتاب ( اقتصادنا ) .

24

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست