responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 23


الثاني : ان شدة حركة الانتاج وقوتها ، بدافع من الحرص على كثرة الربح من ناحية ، ومن ناحية أخرى انخفاض المستوى المعيشي لكثير من المواطنين ، بدافع من الشره المادي للفئة الرأسمالية ، ومغالبتها للعامة على حقوقها بأساليبها النفعية ، التي تجعل المواطنين عاجزين عن شراء المنتجات واستهلاكها - كل ذلك يجعل كبار المنتجين في حاجة ماسة إلى أسواق جديدة لبيع المنتجات الفائضة فيها ، وايجاد تلك الأسواق يعني التفكير في بلاد جديدة .
وهكذا تدرس المسألة بذهنية مادية خالصة . ومن الطبيعي لمثل هذه الذهنية التي لم يرتكز نظامها على القيم الروحية والخلقية ، ولم يعترف مذهبها الاجتماعي بغاية الا إسعاد هذه الحياة المحدودة بمختلف المتع والشهوات . . . ان ترى في هذين السببين مبررا ومسوغا منطقيا للاعتداء على البلاد الآمنة ، وانتهاك كرامتها والسيطرة على مقدراتها ومواردها الطبيعية الكبرى واستغلال ثرواتها لترويج البضائع الفائضة . فكل ذلك أمر معقول وجائز في عرف المصالح الفردية التي يقوم على أساسها النظام الرأسمالي والاقتصاد الحر .
وينطلق من هنا عملاق المادة يغزو ويحارب ، ويقيد ويكبل ، ويستعمر ويستثمر ، ارضاء للشهوات وإشباعاً للرغبات .
فانظر ماذا قامت الانسانية من ويلات هذا النظام ، باعتباره ماديا في روحه وصياغته وأساليبه وأهدافه ، وان لم يكن مركزا على فلسفة مجددة تتفق مع تلك الروح والصياغة ، وتنسجم مع هذه الأساليب والأهداف كما ألمعنا اليه ؟ !
وقدر بنفسك نصيب المجتمع الذي يقوم على ركائز هذا النظام ومفاهيمه من السعادة والاستقرار ، هذا المجتمع الذي ينعدم فيه الايثار والثقة المتبادلة ، والتراحم والتعاطف الحقيقي ، وجميع الاتجاهات الروحية الخيرة ، فيعيش الفرد فيه وهو يشعر بأنه المسؤول عن نفسه وحده ، وانه في خطر من قبل كل مصلحة من مصالح الآخرين التي قد تصطدم به . فكأنه يحيا في صراع دائم ومغالبة مستمرة ، لا سلاح له فيها الا قواه الخاصة ، ولا هدف له منها الا مصالحه الخاصة .

23

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست