responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 231


البلد ، وأن كل فرد منهم لا يملك هذه القدرة . فهل هذا هو التناقض ؟ وهل هذا هو الذي ارتكز المنطق الميتافيزيقي على رفضه ؟ كلا . فان التناقض انما يقوم بين النفي والاثبات ، فيما إذا تناولا موضوعا واحدا . وأما إذا تناول الاثبات البشرية بمجموعها ، وتناول النفي كل فرد بصورة مستقلة - كما في المثال الذي عرضه أنجلز - فلا يوجد عندئذ تعارض بين النفي والاثبات .
4 - التناقض في الفيزياء ، بين الكهربائية الموجبة والسالبة [1] . وهذا التناقض المزعوم ، ينطوي على خطأين :
الأول : اعتبار الشحنة الموجبة والسالبة ، من قبيل النفي والاثبات ، والسلب والايجاب ، نظرا إلى التعبير العلمي عن إحداهما بالموجبة ، وعن الأخرى بالسالبة ، مع أنا جميعا نعلم أن هذا التعبير ، مجرد اصطلاح فيزيائي ، ولا يعني أنهما نقيضان حقيقة ، كما يتناقض النفي والاثبات ، أو السلب والايجاب . فالكهربائية الموجبة هي المماثلة للكهربائية المتولدة في القضيب الزجاجي . المدلوك بقطعة من الحرير . والكهربائية السالبة هي المماثلة للكهربائية المتولدة على الأيونين ، المدلوك بجلد الهر . فكل من الكهربائيتين نوع خاص من الشحنات الكهربائية ، وليست إحداهما وجود الشيء ، والأخرى عدما لذلك الشيء .
الثاني :
اعتبار التجاذب لونا من الاجتماع . وعلى هذا الأساس فسرت علاقة التجاذب القائمة بين الشحنة الموجبة ، والشحنة السالبة بالتناقض ، واعتبر هذا التناقض ، مظهرا من مظاهر الديالكتيك ، مع أن الواقع أن االسلبية والايجابية الكهربائيتين ، لم تجتمعا في شحنة واحدة ، وانما هما شحنتان مستقلتان تتجاذبان ، كما يتجاذب القطبان المغناطيسيان المختلفان ، من دون أن يعني ذلك وجود شحنة واحدة موجبة وسالبة في وقت واحد ، أو وجود قطب مغناطيسي شمالي وجنوبي معا . فالتجاذب بين الشحنات المتخالفة ، لون من ألوان التفاعل بين الأضداد الخارجية ، المستقل بعضها في الوجود عن بعض .



[1] حول التناقض : ص 14 .

231

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 231
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست