responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 232


وقد عرفنا فيما سبق ، ان التفاعل بين الأضداد الخارجية ليس من الديالكتيك بشيء ، ولا يمت إلى التناقض الذي يرفضه المنطق الميتافيزيقي بصلة ، فالمسألة مسألة قوتين ، تؤثر إحداهما في الأخرى ، لا مسألة قوة تتناقض في محتواها الداخلي ، كما يزعم الديالكتيك .
5 - تناقض الفعل ، ورد الفعل في الميكانيك [1] . فالقانون الميكانيكي - القائل ان لكل فعل رد فعل ، يساويه في المقدار ويعاكسه في الاتجاه - مظهر من مظاهر التناقض الديالكتي ، في زعم الماركسية .
ومرة أخرى نجد أنفسنا ، مضطرين إلى التأكيد ، على أن قانون نيوتن هذا ، لا يبرر التناقضات الديالكتيكية ، بلون من الألوان ، لان الفعل ورد الفعل ، قوتان قائمتان بجسمين ، لا نقيضان مجتمعان في جسم واحد . فعجلتا السيارة الخلفيتان ، تدفعان الأرض بقوة ، وهذا هو الفعل . والأرض تدفع عجلتي السيارة بقوة أخرى ، مساوية في المقدار ومعاكسة في الاتجاه للأولى ، وهذا هو رد الفعل ، وبسببه تتحرك السيارة ، فلم يحتو الجسم الواحد على دفعين متناقضين . ولم يقم في محتواه الداخلي ، صراع بين النفي والاثبات ، بين النقيض والنقيض ، بل السيارة تدفع الأرض من ناحية ، والأرض تدفع السيارة من ناحية أخرى ، والديالكتيك انما يحاول أن يشرح كيفية نمو الأشياء وحركتها ، باحتوائها داخليا على قوتين متدافعتين ، ونقيضين متخاصمين ، يصارع كل منهما الآخر لينتصر عليه ، ويبلور الشيء تبعا له ، وأين هذا من قوتين خارجيتين ، يتولد من إحداهما فعل خاص ، ومن الأخرى رد الفعل . ونحن نعرف جميعا ان الزخمين المتعاكسين ، اللذين يولدهما الفعل ورد الفعل ، يقومان في جسمين ، ولا يمكن ان يكونا في جسم واحد ، لأنهما متعاكسان ومتنافيان ، وليس هذا الا لأجل مبدأ عدم التناقض .
6 - تناقضات الحرب ، التي يعرضها ماوتسي تونغ في قوله :
( ( والواقع ان الهجوم والدفاع في الحرب ، والتقدم والتراجع ، والنصر والهزيمة ، كلها ظواهر متناقضة ، ولا وجود



[1] حول التناقض : ص 14 - 15 .

232

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 232
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست