الجراثيم ، طبقا لقوانينها الطبيعة الخاصة ؟ وهكذا الشأن في كل قانون طبيعي . فإذا كان الديالكتيك قانونا طبيعيا ، يعم الفكر والمادة معا ، فهو يسري على الأفكار البشرية على السواء . وان كان في اكتشافه شيء فهو الاسراع بحركة التطور فحسب . المحاولة الثالثة : استغلال التطور والتكامل العلمي في شتى الميادين ، واعتباره دليلا تجريبيا على ديالكتيكية الفكر وتطوره . فتاريخ العلوم - في الزعم الماركسي - هو بنفسه تاريخ الحركة الديالكتيكية في التفكير البشري ، المتكامل على مر الزمن . قال كيدروف : ( ( والحقيقة المطلقة ، الناتجة من حقائق نسبية هي حركة تطور تاريخية ، هي حركة المعرفة . ولهذا السبب بالضبط يتناول المنطق الديالكتي الماركسي . الشيء الذي يدرسه من وجهة نظر تاريخية ، من حيث هو عملية نمو تطورية . انه يطابق التاريخ العام للمعرفة ، يطابق تاريخ العلوم ، ولينين إذ يبين في الوقت نفسه ، باستخدامه مثل العلوم الطبيعية والاقتصاد السياسي والتاريخ . ان الديالكتيك يستمد استنتاجاته من تاريخ الفكر ، يؤكد ان على تاريخ الفكر في المنطق ان يطابق جزئيا وكليا قوانين الفكر ) ) [1] . أما ان تاريخ المعارف والعلوم الانسانية زاخر بتقدم العلم وتكامله في شتى الميادين . ومختلف أبواب الحياة والتجربة ، فهذا ما لا يختلف فيه اثنان ، ونظرة واحدة نلقيها على العلم في يومه وأمسه . تجعلنا نؤمن كل الايمان بمدى التطور السريع والتكامل الرائع ، الذي حصل عليه في أشواطه الأخيرة . ولكن هذا التطور العلمي ليس من ألوان الحركة بمفهومها الفلسفي ، الذي تحاوله الماركسية بل لا يعدو أن يكون تقلصا كميا في الأخطاء ، وزيادة كمية في