responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 213


( ( ان الكون هو حركة للمادة ، تخضع لقوانين . ولما لم تكن معرفتنا الا نتاجا أعلى للطبيعة ، لا يسعها الا أن تعكس هذه القوانين ) ) [1] ( ( إذا تساءلنا ما هو الفكر ؟ وما هو الوعي ؟ ومن أين يأتيان ؟ ، وجدنا ان الانسان هو نفسه نتاج للطبيعة ، نما في بيئة ، ومع نمو هذه البيئة . وعندئذ يصبح في غنى عن البيان ، كيف ان منتوجات الذهن البشري ، التي هي أيضا عند آخر تحليل منتوجات للطبيعة ليست في تناقض وانما في توافق مع سائر الطبيعة المترابطة ؟ ) ) [2] .
والنقطة الأساسية التي يرتكز عليها هذا الاستدلال . هي الاخذ بالتفسير المادي البحت للادراك . الذي يفرض اشتراكه مع الطبيعة في جميع قوانينها ونواميسها . بما فيها قانون الحركة . وسوف نقوم بتحليل تلك النقطة الأساسية في جزء مستقل من هذه المسألة .
ولكنا نحاول ان نتساءل هنا من الماركسيين : هل التفسير المادي للفكر أو الادراك ، يختص بأفكار الديالكتيكيين خاصة ؟ أو يعم أفكار غيرهم ممن لا يؤمن بالديالكتيك أيضا ؟ فان كان يعم الأفكار كافة - كما تحتمه الفلسفة المادية - وجب أن تخضع جميعا لقوانين التطور العام في المادة . ويبدو لأجل ذلك من التناقض الطريف . ان تتهم الماركسية الأفكار الأخرى بالجمود والقرار . وتعتبر فكرها وحده هو الفكر المتطور النامي . باعتباره جزءا من الطبيعة المتطورة . مع ان الأفكار البشرية جميعا في المفهوم المادي ليست الا نتاجا طبيعيا ، وقصارى ما في الموضوع ان أصحاب المنطق العام أو الشكلي - كما يزعمون - لا يؤمنون بتطور الأفكار ديالكتيكيا ، كما يؤمن الماركسيون . ولكن متى كان الايمان بقانون من قوانين الطبيعة ، شرطا من شرائط وجوده ؟ أليس جسم ( باستور ) المكتشف للميكروب . وجسم ( ابن سينا ) ، الذي لم يكن يعرف عنه شيئا يشتركان معا في التفاعل مع تلك



[1] راجع صفحة 172 .
[2] راجع صفحة 172 .

213

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 213
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست