responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 207


السبب ، وان الوجود المتطور لا يخرج من الفعل الا لسبب خارجي ، وليس صراع بين التناقضات هو العلة الداخلية لذلك إذ ليست في الحركة وحدة للتناقضات والأضداد لتنجم الحركة عن الصراع بينها . فما دام الوجود المتطور في لحظة انطلاق الحركة خاليا من الدرجات أو النوعيات ، التي سوف يحصل عليها في مراحل الحركة ، ولم يكن في محتواه الداخلي الا امكان تلك الدرجات . والاستعداد لها . فيجب ان يوجد سبب لاخراجه من القوة إلى الفعل ، لتبديل الامكان الثابت في محتواه الداخلي إلى حقيقة .
وبهذا نعرف ان قانون الحركة العامة في الطبيعة يبرهن بنفسه على ضرورة وجود مبدأ خارج حدودها المادية ، ذلك ان الحركة بموجب هذا القانون هي كيفية وجود الطبيعة . فوجود الطبيعة عبارة أخرى عن حركتها وتدرجها . وخروجها المستمر من الامكان إلى الفعلية . وقد انهارت لدينا نظرية الاستغناء الذاتي للحركة بتناقضاتها الداخلية ، التي تنبثق الحركة عن الصراع بينها - في زعم الماركسيين - إذ لا تناقض ولا صراع ، فيجب ان يوجد التعليل ، وان يكون التعليل بشيء خارج حدود الطبيعة ، لأن أي شيء موجود في الطبيعة فوجوده حركة وتدرج ، إذ لا ثبات في عالم الطبيعة بموجب قانون الحركة العامة ، فلا يمكن ان نقف التعليل عند شيء طبيعي .
النقطة الثانية :
ان الحركة في الرأي الماركسي لا تقف عند حدود الواقع الموضوعي للطبيعة . بل تعم الحقائق والأفكار البشرية أيضا . فكما يتطور الواقع الخارجي للمادة وينمو ، كذلك تخضع الحقيقة الادراكات الذهنية لنفس قوانين التطور والنمو ، التي تجري على دنيا الطبيعة ، وعلى هذا الأساس لا توجد في المفهوم الماركسي للفكرة حقائق مطلقة .
قال لينين :
( ( فالديالكتيك هو اذن - في نظر ماركس - علم القوانين العامة للحركة ، سواء في العالم الخارجي أم الفكر البشري ) ) [1] .



[1] ماركس انجلس والماركسية ص 24 .

207

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست