responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 201


في لحظة الانطلاق يتمثل لنا في قوى وامكانات . وبالحركة تستنفذ تلك الامكانات ، ويستبدل في كل درجة من درجات الحركة الامكان بالواقع والقوة بالفعلية . فالماء قبل وضعه على النار لا يملك من الحرارة المحسوسة الا امكانها ، وهذا الامكان الذي يملكه ليس امكانا لدرجة معينة من الحرارة بل هي بجميع درجاتها - التي تؤدي إلى الحالة الغازية في النهاية - ممكنة للماء وحين يبدأ بالانفعال والتأثر بحرارة النار تبدأ حرارته بالحركة والتطور ، بمعنى ان القوى والامكانات التي كانت تملكها تتبدل إلى حقيقة ، والماء في كل مرحلة من مراحل الحركة يخرج من امكان إلى فعلية ، ولذلك تكون القوة والفعلية متشابكتين في جميع أدوار الحركة . وفي اللحظة التي تستنفذ جميع الامكانات تقف الحركة . فالحركة اذن في كل مرحلة ذات لونين : فهي من ناحية فعلية وواقعية ، لأن الدرجة التي تسجلها المرحلة موجودة بصورة واقعية وفعلية ومن ناحية أخرى هي امكان وقوة للدرجات الأخرى الصاعدة ، التي ينتظر من الحركة ، ان تسجلها في مراحلها الجديدة . فالماء في مثالنا إذا لاحظناه في لحظة معينة من الحركة ، نجد انه ساخن بالفعل بدرجة ثمانين مثلا ، ولكنه في نفس الوقت ينطوي على امكان تخطي هذه الدرجة ، وقوة تطور للحرارة إلى أعلى . ففعلية كل درجة في مرحلتها الخاصة مقارنة لقوة فنائها . ولنأخذ مثالا أعمق للحركة ، وهو الكائن الحي الذي يتطور بحركة تدريجية ، فهو بويضة فنقطة ، فجنين ، فطفل ، فمراهق ، فراشد . ان هذا الكائن في مرحلة محدودة من حركته هو نطفة بالفعل ، ولكنه في نفس الوقت شيء آخر مقابل للنطفة ، وأرقى منها فهو جنين بالقوة ، ومعنى هذا ان الحركة في هذا الكائن قد ازدوجت فيها الفعلية والقوة معا . فلو لم يكن في الكائن الحي قوة درجة جديدة وامكاناتها لما وجدت حركة ، ولو لم يكن شيئا من الأشياء بالفعل لكان عدما محضا ، فلا توجد حركة أيضا . فالتطور يأتلف دائما من شيء بالفعل وشئ بالقوة . وهكذا تستمر الحركة ما دام الشيء يحتوي على الفعلية والقوة معا ، على الوجود والامكان معا ، فإذا نفذ الامكان ، ولم تبق في الشيء طاقة على درجة جديدة ، انتهى عمر الحركة . هذا هو معنى خروج الشيء من القوة إلى الفعل تدريجيا ، أو تشابك القوة

201

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست