responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 200


نظره بالأدلة الأربعة المشهورة عنه ، التي لم يقدر لها النجاح والتوفيق في الميدان الفلسفي ، لأن مدرسة أرسطو - وهي المدرسة الفلسفية الكبرى في العهد الإغريقي - آمنت بالحركة ، وردت التي تلك الأدلة وزيفتها ، وبرهنت على وجود الحركة والتطور في ظواهر الطبيعة وصفاتها . بمعنى ان الظاهرة الطبيعية قد لا توجد على التمام في لحظة ، بل توجد على التدريج وتستنفذ امكاناتها شيئا فشيئا ، وبذلك يحصل التطور ويوجد التكامل . فالماء حين تتضاعف حرارته ، لا يعني ذلك انه في كل لحظة يستقبل حرارة بدرجة معينة ، توجد على التمام ثم تفنى وتخلق من جديد حرارة أخرى بدرجة جديدة ، بل محتوى تلك المضاعفة ان حرارة واحدة وجدت في الماء ، ولكنها لم توجد على التمام ، بمعنى انا لم تستنفذ في لحظتها الأولى كل طاقاتها وامكاناتها ، ولذلك أخذت تستنفذ امكاناتها بالتدريج ، وتترقى بعد ذلك وتتطور . وبالتعبير الفلسفي انها حركة مستمرة متصاعدة . ومن الواضح ان التكامل - أو الحركة التطورية - لا يمكن ان يفهم الا على هذا الأساس ، واما تتابع ظواهر متعددة يوجد كل واحدة منها بعد الظاهرة السابقة ، وتفسح المجال بفنائها لظاهرة جديدة ، فليس هذا نموا وتكاملا ، وبالتالي ليس حركة وانما هو لون من التغير العام .
فالحركة سير تدريجي للوجود ، وتطور للشيء في الدرجات التي تتسع لها امكاناته . ولذلك حدد المفهوم الفلسفي للحركة بأنها خروج الشيء من القوة إلى الفعل تدريجيا [1] .
ويتركز هذا التحديد على الفكرة التي قدمناها عن الحركة ، فان الحركة - كما عرفنا - ليست عبارة عن فناء الشيء فناء مطلقا ووجود شيء آخر جديد ، وانما هي تطور الشيء في درجات الوجود . فيجب اذن ان تحتوي كل حركة على وجود واحد مستمر . منذ تنطلق إلى ان تتوقف وهذا الوجود هو الذي يتحرك ، بمعنى انه يتدرج ويثرى بصورة مستمرة ، وكل درجة تعبر عن مرحلة من مراحل ذلك الوجود الواحد ، وهذه المراحل انما توجد بالحركة فالشئ المتحرك أو الوجود المتطور لا يملكها قبل الحركة والا لما وجدت حركة . بل هو



[1] القوة عبارة عن امكان الشيء ، والفعل عبارة عن وجوده حقيقة .

200

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست