responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 198


ويزعم الديالكتيكيون انهم وحدهم الذين يعتبرون الطبيعة حالة حركة وتغير دائمين . وينعون على المنطق الميتافيزيقي والأسلوب التقليدي للتفكير طريقة دراسته للأشياء وفهمها . إذ يفترض الطبيعة في حالة سكون وجمود مطلقين ، فهو لا يعكس الطبيعة على واقعها المتطور المتحرك . فالفرق بين المنطق الجدلي الذي يعتقد في الطبيعة حركة دائمة وصاعدة أبدا ، والمنطق الشكلي - في زعمهم - كالفرق بين شخصين أرادا أن يسيرا أغوار كائن حي في شتى أدواره ، فأجرى كل منهما تجاربه عليه ، ثم وقف أحدهما يراقب تطوره وحركته المستمرة ، ويدرسه على ضوء تطوراته كلها ، واكتفى الآخر بالتجربة الأولى ، معتقدا ان ذلك الكائن جامد في كيانه ، ثابت في هويته وواقعه . فالطبيعة برمتها شأنها شأن هذا الكائن الحي ، من النبات أو الحيوان ، في تطوره ونموه ، فلا يواكبها الفكر الا إذا جاراها في حركتها وتطورها .
والواقع ان قانون التطور الديالكتيكي الذي يعتبره الجدل الحديث من مميزاته الأساسية ، ليس شيئا جديدا في الفكر الانساني ، وانما الجديد طابعه الديالكتيكي الذي يجب نزعه عنه . كما سنعرف . فهو في حدوده الصحيحة ينسجم مع المنطق العام ، ولا صلة له بالديالكتيك ، ولا فضل للديالكتيك في اكتشافه ، فليس علينا لأجل ان نقبل هذا القانون ، ونعرف سبق الميتافيزيقا اليه ، الا ان نجرده عن قالب التناقض ، وأساس الجدل القائم عليه في عرف الديالكتيك .
ان الميتافيزيقي في زعم الديالكتيكي يعقتد ان الطبيعة جامدة يخيم عليها السكون ، وأن كل شيء فيها ثابت لا يتغير ولا يتبدل ، كأن الميتافيزيقي المسكين قد حرم من كل ألوان الادراك ، وسلب منه الشعور والحس معا ، فأصبح لا يحس ولا يشعر بما يشعر به جميع الناس وحتى الأطفال ، من ضروب التغير والتبدل في دنيا الطبيعة .
ومن الواضح لدى كل أحد ، ان الايمان بوجود التغير في عالم الطبيعة مسألة لا تحتاج إلى دراسات علمية سابقة ، وليست موضعا لخلاف أو نقاش ، وانما الجدير بالدرس هو ماهية هذا التغير ، ومدى عمقه وعمومه . فان التغير نحوان : أحدهما التعاقب البحت ، والآخر الحركة . والتاريخ الفلسفي يروي

198

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست