responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 182


( 900 ) الف ميل تقريبا ، أقول إذا كملت هذه المعلومات لدى الانسان ، يخيل لأولئك الماديين أن المسألة الإلهية لم يبق لها موضوع ، وان الأصابع الغيبية التي تحجب الشمس أو القمر عنا ، عوض عنها العلم بالتعليلات الطبيعية . وليس هذا الا لسوء فهم للمسألة الإلهية ، وعدم تمييز لموضع السبب الإلهي من سلسلة الأسباب .
الثالث : ان الطابع الروحي غلب على المثالية والإلهية معا ، حتى أخذ يبدو أن الروحية في المفهوم الإلهي هي بمعناه في المفهوم المثالي ، ونشأت عن ذلك عدة اشتباهات ، ذلك ان الروحية قد تعتبر وصفا لكل من المفهومين . ولكننا لا نجيز مطلقا ان يهمل التمييز بين الروحيتين ، بل يجب ان نعرف أن الروحية في العرف المثالي ، يقصد بها المجال المقابل للمجال المادي المحسوس ، أي مجال الشعور والادراك والانا . فالمفهوم المثالي روحي على أساس أنه يفسر كل كائن وكل موجود في نطاق هذا المجال ، ويرجع كل حقيقة وكل واقع اليه . فالمجال المادي مرده في الزعم المثالي إلى مجال ورحي ، وأما الروحية في المفهوم الإلهي أو العقيدة الإلهية ، فهي طريقة للنظر إلى الواقع بصورة عامة ، لا مجالا خاصا مقابلا للمجال المادي . فالالهية التي تؤمن بالسبب المجرد الأعمق ، تعتقد بصلة كل ما هو موجود في المجال العام - سواء أكان روحيا أم ماديا - بذلك السبب الأعمق ، وترى ان هذه الصلة هي التي يجب ان يحدد على ضوئها ، الموقف العملي والاجتماعي للانسان ، تجاه الأشياء جميعا . فالروحية في العرف الإلهي أسلوب في فهم الواقع ، ينطبق على المجال المادي والمجال الروحي - بمعناه المثالي - على السواء .
ويتلخص من العرض السابق ان المفاهيم الفلسفية عن العالم ثلاثة .
وقد درسنا في نظرية المعرفة المفهوم المثالي باعتباره مرتبطا بها كل الارتباط ، واستعرضنا أخطاءه ، فلنتناول في هذه المسألة دراسة المفهومين الآخرين : المادي والإلهي .
وفي المفهوم المادي اتجاهان : الاتجاه الآلي أو الميكانيكي ، والاتجاه الديالكتيكي والتناقض ، أو المادية الديناميكية .

182

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 182
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست