البيولوجي للانسان والحيوان يدلنا على درجات اكتمال هذا الشعور ) ) [1] . واضح ان النسبة في الحس لا تعني ان أشياء عديدة ومتغايرة تشترك في رمز حسي واحد ، ليسقط هذا الرمز عن القيمة نهائيا ، ويعجز عن تعيين الاتجاه الذي يحفظ لنا حياتنا ويحدد موقفنا من الأشياء الخارجية ، بل النظرية النسبية الفيزيولوجية تقوم على أساس ان كل لون من الاحساس فهو رمز يختص بواقع موضوعي معين ، لا يمكن ان يرمز اليه بلون آخر من ألوان الحس ، ويتاح حينئذ لنا ان نحدد موقفنا من الأشياء على ضوء تلك الرموز ، ونرد عليها بالفعالية التي تنسجم مع الرمز وتتطلبها طبيعة الحياة تجاهه . * الحركة الديالكتيكية في الفكر : وتناولت الماركسية بعد ذلك المذهب النسبي في الحقيقة ، فاعتبرته نوعا من السفسطة ، لأن النسبة فيه تعني تغير الحقائق من ناحية ذاتية ، وقررت النسبية بشكل جديد ، أوضحت فيه تغير الحقائق طبقا لقوانين التطور والتغير في المادة الخارجية . فليست في الفكر الانساني حقائق مطلقة ، وانما الحقائق التي ندركها نسبية دائما . وما يكون حقيقة في وقت يكون بنفسه خطأ في وقت آخر . وهذا ما تتفق عليه النسبية والماركسية معا . وتزيد الماركسية بالقول ان هذه النسبية وهذه التغيرات والتطورات ، في الحقيقة ليست الا انعكاسا لتغيرات الواقع ، وتطورات المادة التي نتمثلها في حقائقنا الفكرية . فالنسبية في الحقيقة بنفسها نسبية موضوعية ، وليست نسبية ذاتية ناشئة من جانب الذات المفكرة ، ولذلك فهي لا تعني عدم وجود معرفة حقيقية للانسان ، بل الحقيقة النسبية المتطورة التي تعكس الطبيعة في تطورها ، هي المعرفة الحقيقية في المنطق الديالكتيكي .