وأما النظام الشيوعي والاسلامي فوجودهما بالفعل فكري خالص . أن النظام الاسلامي مر بتجربة من أروع النظم الاجتماعية وأنجحها ، عصفت به العواصف بعد ان خلا الميدان من القادة المبدئين أو كاد ، فبقيت التجربة في رحمة أناس لم ينضج الاسلام في نفوسهم ، ولم يملأ أرواحهم بروحه وجوهره فعجزت عن الصمود والبقاء ، فتقوض الكيان الاسلامي ، وبقي نظام الاسلام فكرة في ذهن الأمة الاسلامية ، وعقيدة قلوب المسلمين ، وأملاً يسعى إلى تحقيقه أبناؤه المجاهدون . وأما النظام الشيوعي فهو فكرة غير مجربة حتى الآن تجربة كاملة ، وانما تتجه قيادة المعسكر الاشتراكي اليوم إلى تهيئة جو اجتماعي له بعد أن عجزت عن تطبيقه حين ملكت زمام الحكم فأعلنت النظام الاشتراكي وطبقته كخطوة إلى الشيوعية الحقيقية . فما هو موضعنا من هذه الأنظمة ؟ وما هي قضيتنا التي يجب أن ننذر حياتنا لها ، ونقود السفينة إلى موطئها ؟ * أولا - الديمقراطية الرأسمالية : ولنبدأ بالنظام الديمقراطي الرأسمالي . هذا النظام الذي أطاح بلون من الظلم في الحياة الاقتصادية ، وبالحكم الدكتاتوري في الحياة السياسية . وبجمود الكنيسة وما إليها في الحياة الفكرية ، وهيأ مقاليد الحكم والنفوذ لفئة حاكمة جديدة حلت محل السابقين ، وقامت بنفس دورهم الاجتماعي في أسلوب جديد . وقد قامت الديمقراطية الرأسمالية على الايمان بالفرد ايمانا لا حد له . وبأن مصالحه الخاصة بنفسها تكفل - بصورة طبيعية - مصلحة المجتمع في مختلف الميادين . . . . وان فكرة الدولة انما تستهدف حماية الأفراد ومصالحهم الخاصة ، فلا يجوز أن تتعدى حدود هذا الهدف في نشاطها ومجالات عملها . ويتلخص النظام الديمقراطي الرأسمالي في اعلان الحريات الأربع :