والدموع ، وتقترن فيه السعادة مع الشقاء ، كل ذلك لما كان يتمثل في تلك الألوان الاجتماعية من مظاهر الشذوذ والانحراف عن الوضع الاجتماعي الصحيح . ولولا ومضات شعت في لحظات من تاريخ هذا الكوكب ، لكان المجتمع الانساني يعيش في مأساة مستمرة ، وسبح دائم في الأمواج الزاخرة . ولا نريد ان نستعرض الآن أشواط الجهاد الانساني في الميدان الاجتماعي لأننا لا نقصد بهذه الدراسة ان نؤرخ للانسانية المعذبة ، وأجوائها التي تقلبت فيها منذ الآماد البعيدة ، وانما نريد ان نواكب الأنانية في واقعها الحاضر ، وفي أشواطها التي انتهت إليها ، لنعرف الغاية التي يجب أن ينتهي إليها الشوط ، والساحل الطبيعي الذي لابد للسفينة ان تشق طريقها اليه ، وترسو عنده لتصل إلى السلام والخير ، وتؤوب إلى الحياة مستقرة ، يعمرها العدل والسعادة ، بعد جهد وعناء طويلين وبعد تطواف عريض في شتى النواحي ومختلف الاتجاهات . * المذاهب الاجتماعية ان أهم المذاهب الاجتماعية التي تسود الذهنية الانسانية العامة اليوم ، ويقوم بينها الصراع الفكري أو السياسي على اختلاف مدى وجودها الاجتماعي في حياة الانسان هي مذاهب أربعة : 1 - النظام الديمقراطي الرأسمالي . 2 - النظام الاشتراكي . 3 - النظام الشيوعي . 4 - النظام الاسلامي . ويتقاسم العالم اليوم اثنان من هذه الأنظمة الأربعة . فالنظام الديمقراطي الرأسمالي هو أساس الحكم في بقعة كبيرة من الأرض ، والنظام الاشتراكي هو السائد في بقعة كبيرة أخرى . وكل من النظامين يملك كيانا سياسيا عظيما ، يحميه في صراعه مع الآخر ، ويسلحه في معركته الجبارة التي يخوضها أبطاله في سبيل الحصول على قيادة العالم ، وتوحيد النظام الاجتماعي فيه .