responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 129


مقولات العقل الفطرية ، فلو لم نكن نملك هذه الصورة القبلية لما تكونت معرفة . كما أنّا لو لم نحصل على المواد بالتجربة لما تحققت لنا معرفة أيضا . فالمعرفة توجد بتكييف العقل للموضوعات التجريبية بإطاراته وقوالبه الخاصة ، أي مقولاته الفطرية ، لا أن العقل هو الذي يتكيف وأن إطاراته وقوالبه هي التي تتبلور تبعا للموضوعات المدركة . فالعقل في ذلك نظير شخص يحاول أن يضع كمية من الماء في اناء ضيق لا يسعها ، فيعمد إلى الماء فيقلل من كميته ليمكن وضعه فيه بدلا عن أن يوسع الاناء ليستوعب الماء كله .
وهكذا يتضح الانقلاب الفكري الذي أحدثه ( كانت ) في مسألة الفكر الانساني ، إذ جعل الأشياء تدور حول الفكر وتتبلور طبقا لإطاراته الخاصة ، بدلا عما كان يعتقده الناس من ان الفكر يدور حول الأشياء ويتكيف تبعا لها .
وعلى هذا الضوء وضع ( كانت ) حدا فاصلا بين ( الشيء في ذاته ) و ( الشيء لذاتنا ) . فالشئ في ذاته هو الواقع الخارجي دون أي إضافة من ذاتنا اليه . وهذا الواقع المجرد عن الإضافة الذاتية لا يقبل المعرفة ، لأن المعرفة ذاتية وعقلية في صورتها . والشيء لذاتنا هو المزيج المركب من الموضوع التجريبي ، والصورة الفطرية القبلية التي تتحد معه في الذهن . ولهذا تكون النسبية مفروضة على كل حقيقة تمثل في إدراكاتنا للأشياء الخارجية ، بمعنى ان ادراكنا يدلنا على حقيقة الشيء لذاتنا ، لا على حقيقة الشيء في ذاته .
وبذلك تختلف العلوم الطبيعية عن العلوم الرياضية ، فان العلوم الرياضية لما كان موضوعها موجودا في النفس بصورة فطرية لم تقم فيها اثنينية بين الشيء في ذاته والشيء لذاتنا ، وعلى عكس ذلك العلوم الطبيعية ، فإنها تتناول الظواهر الخارجية التي تقع عليها التجربة . وهي ظواهر موجودة بصورة مستقلة عنا ونحن نعلمها في قوالبنا الفطرية ، فلا غرو أن يفصل بين الشيء في ذاته والشيء لذاتنا .
الثالثة الميتافيزيقا ويرى ( كانت ) استحالة التوصل فيها إلى معرفة عن طريق العقل النظري ، وان أي محاولة لإقامة معرفة ميتافيزيقية على أساس فلسفي هي محاولة فاشلة ليست لها قيمة ، وذلك انه لا يصح في القضايا

129

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست