responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 128


فلا تتسع في الميدان الرياضي للخطأ أو التناقض ، ما دام الميدان الرياضي هو الميدان الفطري للنفس ، وما دامت قضاياه منشأة من قبلنا وليست مقتبسة من واقع موضوعي منفصل عنا لنشك في مدى امكان معرفته واستكناه سره .
والثانية : الطبيعيات ، أي المعارف البشرية عن العالم الموضوعي الذي يدخل في نطاق التجربة .
ويبدأ ( كانت ) هنا باستبعاد المادة عن هذا النطاق لأن الذهن لا يدرك من الطبيعة الا ظواهرها . فهي يتفق مع ( باركلي ) على أن المادة ليست موضوعا للادراك والتجربة ، ولكنه يختلف عنه من ناحية أخرى . فهو لا يعتبر ذلك دليلا على عدم وجود المادة ومبررا لنفيها فلسفيا كما زعم باركلي .
وإذا أسقطت المادة من الحساب فلا يبقى للعلوم الطبيعية الا الظواهر التي تدخل في حدود التجربة ، فهذه الظواهر هي موضوع هذه العلوم ولذلك كانت الاحكام فيها تركيبية ثانوية لأنها : ترتكز على درس الظواهر الموضوعية للطبيعة ، وهذه الظواهر انما تدرك بالتجربة . وإذا أردنا أن نحلل هذه الاحكام التركيبية الثانوية من قبل العقل ، وجدناها مركبة في الحقيقة من عنصرين : أحدهما تجريبي ، والآخر عقلي .
أما الجانب التجريبي من تلك الأحكام العقلية فهو الإحساسات المستوردة بالتجربة من الخارج ، بعد صب الحس الصوري لها في قالبي الزمان والمكان . وأما الجانب العقلي فهو الرابطة الفطرية التي يسبغها العقل على المدركات الحسية ، ليتكون من ذلك علم ومعرفة عقلية . فالمعرفة اذن مزيج من الذاتية والموضوعية ، فهي ذاتية في صورتها . وموضوعية في مادتها ، لأنها نتيجة التوحيد بين المادة التجريبية المستوردة من الخارج ، واحدى الصور العقلية الجاهزة فطريا في العقل . فنحن نعرف - مثلا - ان الفلزات تتمدد بالحرارة ، وإذا أخذنا هذه المعرفة بشيء من التحليل نتبين ان موادها الخام ، وهي ظاهرة التمدد في الفلزات وظاهرة الحرارة ، جاءت عن طريق التجربة ، ولولاها لما استطعنا أن ندرك هذه الظواهر . وأما الناحية الصورية في المعرفة أي سببية احدى الظاهرتين للأخرى فليست تجريبية . بل مردها إلى مقولة العلية التي هي من

128

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست