responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 122


نفترض المسألة الأساسية - مسألة وجود الواقع الموضوعي للعالم - فوق الريب والشك ؟
وهكذا انبثقت النزعة المثالية أو اللاأدرية لا باعتبار برهنة العلم على صحتها وصوابها ، بل باعتبار تزعزع عقيدة العلماء بالعلم وزوال ايمانهم بمسلماته القاطعة ، ولكن هذا العامل لا يعدو ان يكون باعثا نفسيا أو أزمة نفسية أوحت بالتمايل نحو المثالية ، وتزول هذه الأزمة النفسية بأدنى ملاحظة حين تدرس المسألة دراسة فلسفية ، ذلك أن الاعتقاد بوجود الواقع الموضوعي للعالم ليس ناشئا من براهين التجربة والعلم ، فقد عرفنا سابقا ان التجارب لا يمكن ان تبعث على هذا الاعتقاد وتخرج الانسان من التصورية إلى الموضوعية ، بل هو اعتقاد فطري ضروري في الطبيعة الانسانية ولأجل ذلك فهو عام يشترك فيه الجميع حتى المثاليون المتمردون عليه بلسانهم ، فإنهم أيضا يعتقدون هذا الاعتقاد تماما كما تدل عليه حياتهم العملية . وأما المسلمات التي ظهر خطأها فهي تدور كلها حول بنية العالم الموضوعي وتحديد واقعه وعناصره الأساسية ، ومن الواضح أن مسلمات كهذه إنما تثبت بالتجربة العلمية ، فانهيارها ووضوح خطأها - بسبب نقصان التجارب التي ارتكزت عليها وعدم دقتها ، أو عدم صحة الاستنتاج العقلي للنظرية من التجربة - لا يعني بحال من الأحوال أن يجوز الخطأ على المسلمات العقلية الضرورية .
ج - المثالية الفيزيولوجية :
وهذا لون آخر من المثالية يبدو عند بعض علماء الفيزيولوجيا . ويعتمد في زعمهم على الحقائق الفيزيولوجية التي يكشفها العلم . وينطلق هذا الاتجاه المثالي من نقطة لا نقاش فيها . وهي ان الشكل الذاتي للاحساس البشري يتوقف تحديده على تركيب حواسنا وعلى الجهاز العضوي بصورة عامة . فليست طبيعة الاحساس الآتي من العالم الخارجي هي التي تحدد بمفردها شكل الشيء في إحساسنا ، بل هو رهين بطبيعة الجهاز العصبي قبل كل شيء . وقد زعموا بناء على ذلك ان الحاسة لا تعطينا أنباء عن العالم الخارجي ، وانما هي تنبئنا عن جهازنا العضوي الخاص ، وليس معنى ذلك ان الاحساس لا صلة

122

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 122
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست