responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 112


النزعة المثالية ، فهما مضطران إلى قبول الحجة التي قدمها باركلي ، لان النفس البشرية بمقتضى هذين المبدأين لا تملك ادراكا ضروريا أو فطريا مطلقا . وانما تنشأ ادراكاتها جميعا من الحس وترتكز معارفها عليه ، والحس ليس الا لونا من ألوان التصور . فمهما كثر وتنوع لا يعدو حدوده التصورية ، ولا يمكن أن يخطو به الانسان إلى الموضوعية خطوة واحدة .
الدليل الثالث : ان الادراكات والمعارف البشرية إذا كانت لها خاصة الكشف الذاتي عن مجال وراء حدودها وجب أن تكون جميع العلوم والمعارف صحيحة ، لأنها كاشفة بحكم طبيعتها وذاتها ، والشيء لا يتخلى عن وصفه الذاتي ، مع أن جميع مفكري البشرية يعترفون بأن كثيرا من المعلومات والاحكام التي لدى الناس هي ادراكات خاطئة ولا تكشف شيئا من الواقع ، بل قد يجمع العلماء على الاعتقاد بنظرية ما ويتجلى بعد ذلك بكل وضوح انها ليست صحيحة ، فكيف يفهم هذا على ضوء ما تزعمه الفلسفة الواقعية - من ان العلم يتمتع بالكشف الذاتي ؟ وهل لهذه الفلسفة من مهرب الا التنازل عن منح العلم هذه الصفة ؟
وإذا تنازلت عن ذلك كانت المثالية أمرا محتما ، لأنَّا لا نستطيع ان نصل حينئذ إلى الواقع الموضوعي عن طريق أفكارنا ما دمنا قد اعترفنا بأنها لا تملك كشفا ذاتيا عن ذلك الواقع .
ولأجل ان نجيب على هذا الدليل يلزمنا ان نعرف ما هو معنى الكشف الذاتي للعلم ؟ ان الكشف الذاتي للعلم معناه ان يرينا متعلقه ثابتا في الواقع الخارج عن حدود إدراكنا وشعورنا . فعلمنا بأن الشمس طالعة وان المثلث غير المربع يجعلنا نرى طلوع الشمس ومغايرة المثلث للمربع ثابتين في واقع مستقل عنا ، فهو يقوم بدور المرآة ، واراءته لنا ذلك هي كشفه الذاتي ، وليس معنى هذه الاراءة أن طلوع الشمس موجود في الخارج حقا ، وأن مغايرة المثلث للمربع ثابتة في الواقع . فان كون الشيء ثابتا في الواقع غير كونه مرئيا كذلك ، وبذلك نعرف أن لكشف الذاتي للعلم لا يتخلف عنه حتى في موارد الخطأ والاشتباه ، فان علم القدماء بأن الشمس تدور حول الأرض كان له من الكشف الذاتي بمقدار ما لعلمنا بدوران الأرض حول الشمس من كشف - بمعنى انهم كانوا يرون دوران الشمس حول الأرض أمرا ثابتا في

112

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست