responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 111


الماء حقا ، وانما نحسها كذلك بسبب انكسار الأشعة الضوئية في الماء . ونتصور الماء الدافئ حارا جدا حين نضع يدنا فيه وهي شديدة البرودة ، مع يقيننا بأن الحرارة التي أحسسنا بها ليس لها واقع موضوعي .
وأما التصديق - أي القسم الآخر من الادراك البشري - فهو الذي يصح ان يكون نقطة الانطلاق لنا من التصورية إلى الموضوعية ، فلنلاحظ كيف يتم ذلك ؟
ان المعرفة التصديقية عبارة عن حكم النفس بوجود حقيقة من الحقائق وراء التصور ، كما في قولنا : ان الخط المستقيم اقصر مسافة بين نقطتين . فان معنى هذا الحكم هو جزمنا بحقيقة وراء تصوراتنا للخطوط المستقيمة والنقاط والمسافات ، ولذلك يختلف كل الاختلاف عن ألوان التصور الساذج ، فهو :
أولا : ليس صورة لمعنى معين من المعاني التي يمكن أن نحسها ونتصورها ، بل فعلا نفسيا يربط بين الصور ، ولهذا لا يمكن ان يكون واردا إلى الذهن عن طريق الاحساس ، وانما هو من الفعاليات الباطنية للنفس المدركة .
ثانيا : يملك خاصة ذاتية لم تكن موجودة في شيء من ألوان التصور وأقسامه ، وهي خاصة الكشف عن واقع وراء حدود الادراك ، ولذلك كان من الممكن ان نتصور شيئا وأن تحس به ولا تؤمن بوجوده في واقع وراء الادراك والشعور ، ولكن ليس من المعقول ان تكون لديك معرفة تصديقية - أي أن تصدق بأن الخط المستقيم هو أقرب مسافة بين نقطتين - وتشك مع ذلك في وجود حقيقية موضوعية يحكي عنها إدراكك وشعورك .
وهكذا يتضح ان المعرفة التصديقية هي وحدها التي يمكن ان ترد على حجة باركلي القائلة : أنا لا نتصل بالواقع مباشرة وانما نتصل بأفكارنا فلا وجود الا لأفكارنا . فالنفس وان كانت لا تتصل مباشرة الا بإدراكاتها الا أن هناك لونا من الادراك يكشف بطبيعته كشفا ذاتيا عن شيء خارج حدود الادراك وهو الحكم - أي المعرفة التصديقية . فحجة باركلي كانت تقوم على الخلط بين التصور والتصديق ، وعدم ادراك الفوارق الأساسية بينهما .
وعلى هذا الضوء نتبين أن المذهب التجريبي والنظرية الحسية يؤديان إلى

111

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست