responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 108


الواقع الموضوعي . وترتيبا على ذلك يستنتج من تناقض الادراكات والتجارب الحسية خلوها من الواقع الموضوعي ، وغاب عنه ان مبدأ عدم التناقض ليس في المذهب التجريبي الا مبدأ تجريبيا يدلل عليه بالتجربة الحسية ، فإذا كانت الادراكات والتجارب متناقضة كيف صح لباركلي ان يؤمن بمبدأ عدم التناقض ، ويبرهن عن هذا الطريق على عدم وجود واقع موضوعي ؟ ولماذا لا يصح عنده وجود واقع موضوعي تتناقض فيه الظواهر والأشياء والحقيقة ان باركلي استند - لا شعوريا - إلى فطرته الحاكمة بمبدأ عدم التناقض بصورة مستقلة عن الحس والتجربة .
وثالثا : من الضروري ان نميز بين مسألتين : إحداهما مسألة وجود واقع موضوعي للإدراكات والاحساسات ، والأخرى مسألة مطابقة هذا الواقع لما يبدو لنا في ادراكنا وحواسنا . وإذا ميزنا بينهما استطعنا ان نعرف ان تناقض الإحساسات لا يمكن ان يتخذ برهانا على عدم وجود واقع موضوعي - كما حاول باركلي - وانما يدل على عدم التكافؤ بين المعنى المدرك بالحس ، والواقع الموضوعي في الخارج - أي أن الاحساس لا يجب أن يكون مطابقا كل المطابقة للأشياء الخارجية . وهذا شيء غير ما حاوله باركلي من انكار موضوعية الاحساس ، فنحن حين نغمس يدينا بالماء فتحس إحداهما بالحرارة وتحس الأخرى بالبرودة ، لا نضطر لأجل استبعاد التناقض ان ننكر موضوعية الاحساس بصورة مطلقة ، بل يمكننا أن نفسر التناقض على وجه آخر وهو ان احساساتنا عبارة عن انفعالات نفسية بالأشياء الخارجية ، فلابد من شيء خارجي حينما نحس وننفعل . ولكن ليس من الضروري تكافؤ الاحساس مع الواقع الموضوعي لأن الاحساس لما كان انفعالا ذاتيا فهو لا يتجرد عن الناحية الذاتية . ويمكننا على هذا الأساس ان نحكم فورا في شأن الماء الذي افترضه باركلي بأنه ماء دافئ ليس ساخنا ولا باردا ، وان هذا الدفء هو الواقع الموضوعي الذي أثار فينا الاحساسين المتناقضين ، وقد تناقض الاحساسان بسبب الناحية الذاتية التي نضيفها على الأشياء حين ندركها وننفعل بها .
الدليل الثاني : ان الاعتقاد بوجود الأشياء خارج روحنا وتصورنا انما يقوم على أساس اننا نراها ونلمسها - أي أننا نعتقد بوجودها ، لأنها تعطينا

108

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست