الرضوي : بماذا صرت يا أبا بكر أحق بالإمرة من الصحابة كافة ، حتى من أهل بيت الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعترته الطاهرة وخاصته ، وفي مقدمتهم أخوه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وصهره وابن عمه ووصيه ووارثه الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ؟ أبنسبك ؟ أم ببيتك ؟ أم بأخلاقك وسيرتك ؟ أم بعلمك وفضلك ؟ أم بشخصيتك في مجتمعك ؟ بأيها ؟ قال إمامنا علي ( عليه السلام ) : سبحان الله لقد ادعى ما ليس له [1] . وقال ( عليه السلام ) له : استبددت علينا بالأمر ، وكنا نحن نرى لنا حقا لقرابتنا من رسول الله [2] . الرضوي : فإن قرابة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأهل بيته وخاصته هم أطهر الناس حسبا ، وأعلمهم بسنته وشريعته فهم أحقهم بخلافته من الأجانب والأغيار ، فهل من مدكر ؟ وقال ( عليه السلام ) : والذي فلق الحبة ، وبرأ النسمة لو عهد إلي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عهدا لجاهدت عليه ، ولو لم أجد إلا ردائي ، ولم أترك ابن أبي قحافة يصعد درجة واحدة من منبره ( صلى الله عليه وسلم ) [3] . الرضوي : لم يعهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى ابن عمه الإمام بالثورة والقيام ضد المتآمرين عليه والطامعين في الخلافة ، لعلمه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعدم وجود قوة مؤمنة كافية يستعين بها عليهم لإقعادهم في أماكنهم ( وما آمن معه إلا قليل ) ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ) لذلك أمره ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالصبر ، فصبر على عدوانهم عليه ، وغصبهم حقه من الخلافة ، عملا بوصية الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وها هو يصف حالته ، وما ناله من عدوان من المتآمرين على أهل البيت ( عليهم السلام ) من بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فيقول في خطبته الشقشقية المعروفة : أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة [4] وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من
[1] الإمامة والسياسة ج 1 ص 13 . [2] صحيح مسلم ج 2 ص 72 ط مصر مطبعة دار الكتب العربية الكبرى . [3] الصواعق المحرقة ص 60 ط مصر عام 1375 . [4] أي جعل الخلافة كالقميص مشتملة عليه .