responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 92


بعض ، كانت واحدة لا كثيرة .
من هنا يتبيّن أنّ هذه الخزائن بعضها فوق بعض ، وكلّ ما هو عالٍ منها غير محدود بحدٍّ ما هو دان ، غير مقدّر بقدره الذي يلازمه عند نزوله ، ومجموعها غير محدود بالحدّ الذي يلحق الشيء وهو في هذه النشأة . وباللغة الفلسفيّة : تنتظم تلك المراتب حسب قاعدة العلّة والمعلول ، بحيث تكون المرتبة الدانية مقيّدة بقيد عدميّ فاقدة لكمال ما ، على حين ليست المرتبة العالية التي علّتها مقيّدة بالقيد نفسه ، وإلاّ لما كانت علّة والمرتبة الدانية معلولاً .
الثالث : إنّ تلك الخزائن ليست هي في عالمنا المادّي المشهود ، بل هي من عالم آخر فوق عالمنا ؛ لقوله : ( إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ ) حيث أضافت الخزائن إلى الله سبحانه بقرينة « عندنا » ، وعند العودة إلى القرآن نراه يميّز بين « ما عندكم » وبين « ما عند الله » ويُعطي حكماً للموجودات والأشياء التي تدخل في دائرة « ما عندكم » مختلفاً عن الحكم الذي يعطيه للموجودات التي تدخل في دائرة « ما عند الله » حيث يقول سبحانه : ( مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ ) ( النحل : 96 ) . وبربط هذه الآية مع الآية مورد البحث ( من شئ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ ) يتّضح أنّ تلك الخزائن أمور ثابتة غير زائلة ولا متغيّرة لأنّها عند الله ، وما عند الله باق ، إذن هي فوق عالمنا المشهود ، لأنّ الأشياء في هذه النشأة المادّية وفي عالمنا المحسوس متغيّرة فانية لا تتّسم بالثبات ولا بالبقاء .
وبهذا يتّضح أنّ الخزائن الإلهيّة التي تذكرها الآية ، هي جميعاً فوق عالمنا المشهود ، بحكم انتسابها إلى ما عند الله ، وما عند الله باق ، ومن ثَمَّ فهي أمور ثابتة غير زائلة .

92

نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست