الوجودي كمال الواجب تعالى » [1] . ولا نريد هنا الوقوف على عدد هذه العوالم وخصائصها ومميّزاتها ، بل ما نتوخّاه من ذلك ، هو بيان أنّ هناك عوالم أخرى وراء عالم المادّة . القرآن وتعدّد عوالم الوجود الإمكاني لعلّ أوضح نصّ قرآنيّ يدلّ على وجود عوالم متعدّدة قوله تعالى : ( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ) ( الحجر : 21 ) ، ومعنى الخزائن كما جاء في مجمع البحرين : « خزائن الله : غيوب الله ، سُمّيت خزائن لغيوبها واستتارها . وخَزَن المال : غيّبه ، يُقال : خزنت المال واختزنته من باب قتل : كتمته ، وجعلته في المخزن ، وكذا خزنت السرّ إذا كتمته » [2] . ومن أهمّ ما يستفاد من هذه الآية التي تعدّ من غرر الآيات القرآنية أمور : الأوّل : ما من شيء في عالمنا المشهود إلاّ وله وجود في تلك الخزائن . وهذا ظاهر قوله : ( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ ) حيث يفيد العموم بسبب وقوعه في سياق النفي مع تأكيده ب - « من » فيشمل كلّ ما يصدق عليه أنّه شيء ، من دون أن يخرج منه إلاّ ما يخرجه نفس السياق ، وهو ما تدلّ عليه لفظة « نا » و « عند » و « خزائن » وما عدا ذلك ممّا يُرى ولا يُرى مشمول لعموم نصّ
[1] نهاية الحكمة ، لمؤلّفه الأستاذ العلاّمة السيّد محمّد حسين الطباطبائي ، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة - إيران : المرحلة الثانية عشرة ، الفصل التاسع عشر ص 314 . [2] مجمع البحرين ، للعالم المحدّث الفقيه الشيخ فخر الدِّين الطريحي ، المتوفّى : 1085 ه - ، تحقيق : السيّد أحمد الحسيني ، منشورات المكتبة المرتضويّة ، إيران ، الطبعة الثانية : 1395 ه - ، مادّة « خزن » : ج 6 ص 243 .