responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 9


124 ) ، ومن الواضح أنّ النبوّة لا تنفكّ عن الهداية بمعنى إراءة الطريق ، فلا يبقى للإمامة إلاّ الهداية بمعنى الإيصال إلى المطلوب ، وهي نوع تصرّف تكويني في النفوس بتسييرها في سيرها التكاملي في درجات صعودها إلى الله : ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) ( فاطر : 10 ) بنقلها من موقف معنوي ودرجة إيمانيّة إلى موقف معنوي ودرجة إيمانيّة أخرى .
على هذا يكون الإمام هو الرابط في نزول الفيوضات المعنوية والمقامات الباطنيّة التي يهتدي إليها المؤمنون بأعمالهم الصالحة ويتلبّسون بها رحمةً من ربّهم . وبهذا تتميّز هذه الهداية عن الهداية التشريعيّة التي هي من شؤون النبوّة والرسالة ، بل كلّ مؤمن يهدي إلى الله سبحانه - كما تقدّم - .
والحاصل فكما أنّ النبيّ رابط بين الناس وبين ربّهم في أخذ الفيوضات الظاهريّة وهي الشرائع الإلهيّة التي تنزل بالوحي على النبيّ ، وتنشر منه وبتوسّطه إلى الناس ، فيكون دليلاً يهدي الناس إلى الاعتقادات الحقّة والأعمال الصالحة ، كذا الإمام فإنّه الرابط بين الناس وبين ربّهم في إعطاء الفيوضات الباطنيّة الملكوتيّة وأخذها ، فهو دليل هادٍ للنفوس إلى مقاماتها ودرجاتها المعنوية .
قال الطباطبائي : « فالإمام هادٍ يهدي بأمر ملكوتي يصاحبه ، فالإمامة بحسب الباطن نحو ولاية للناس في أعمالهم ، وهدايتها إيصالها إيّاهم إلى المطلوب بأمر الله ، دون مجرّد إراءة الطريق » [1] .
ويدلّ ذلك دلالة واضحة : « على أنّ كلّ ما يتعلّق به أمر هذه الهداية الخاصّة - وهو القلوب والأعمال - فللإمام باطنه وحقيقته ، ووجهه الأمري حاضر عنده



[1] الميزان في تفسير القرآن ، للعلاّمة السيّد محمّد حسين الطباطبائي ، منشورات مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت - لبنان ، الطبعة الثالثة 1393 : ج 1 ص 272 .

9

نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 9
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست