والأُمراء لدى جميع الاتّجاهات والمدارس ، ونختار أجدرهم بالانطباق عليه لنتمسّك بإمامته وخلافته للنبيّ صلّى الله عليه وآله . وهنا عندما نستعرض تاريخ وتراجم أئمّة أهل البيت عليهم السلام ، نجد أنّ « هؤلاء الأئمّة الاثني عشر قد ادّعوا لأنفسهم الإمامة في عرض السلطة الزمنيّة ، واتّخذوا من أنفسهم كما اتّخذهم الملايين من أتباعهم قادة للمعارضة السلميّة للحكم القائم في زمنهم ، وكانوا عرضة للسجون والمراقبة ، وكثير منهم قُتل بالسمّ ، وفيهم من استشهد في ميدان الجهاد على يد القائمين بالحكم . وفي هؤلاء الأئمّة من تولّى الإمامة وهو ابن عشرين سنة كالإمام الحسن العسكري ، بل فيهم من تولاها وهو ابن ثمان كالإمامين الجواد والهادي . ومن المعروف عند الشيعة ادّعاؤهم العصمة لأئمّتهم ، الملازمة لدعوى الإحاطة في شؤون الشريعة جميعها ، بل ادّعوا الأعلميّة لهم في جميع الشؤون ، وهم أنفسهم صرّحوا بذلك » [1] . ومن كلماتهم في ذلك : ما ورد عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة : « نحن شجرة النبوّة ، ومحطّ الرسالة ، ومختلَف الملائكة ، ومعادن العلم ، وينابيع الحكم » [2] . « هم موضع سرّه ، ولجأ أمره ، وعيبة علمه ، وموئل حكمه ، وكهوف
[1] الأصول العامّة للفقه المقارن ، مصدر سابق : ص 181 . [2] نهج البلاغة ، للإمام عليّ عليه السلام ، ضبط نصّه وابتكر فهارسه العلميّة : الدكتور صبحي الصالح ، من منشورات دار الهجرة ، إيران - قم : الخطبة 109 ، ص 162 .