فقال : ولاء كولايتي ، مَن كنت أولى به من نفسه فعليٌّ أولى به من نفسه . فأنزل الله تعالى ذكره : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) ( المائدة : 3 ) . فقام أبو بكر وعمر فقالا : يا رسول الله هؤلاء الآيات خاصّة في عليّ ؟ قال : بلى فيه وفي أوصيائه إلى يوم القيامة . قالا : يا رسول الله ، بيّنهم لنا . قال : عليّ أخي ووزيري ووارثي ووصيّي وخليفتي في أمّتي ووليّ كلّ مؤمن بعدي . ثمّ ابني الحسن والحسين ، ثمّ تسعة من ولد ابني الحسين واحد بعد واحد . القرآن معهم ، وهم مع القرآن ، لا يفارقونه ولا يفارقهم حتّى يردا عليَّ الحوض » [1] . وقد نقل الحمويني ذلك في مواطن عديدة ، وبألسنة وطرق مختلفة ، فراجع . هذه نماذج من الروايات التي صرّحت بأسماء خلفاء النبيّ صلّى الله عليه وآله من بعده ، وهناك العشرات بل المئات من النصوص الواردة عن طرق الفريقين ، تشير إلى بعض أسماء هؤلاء الخلفاء الاثني عشر ، ثمّ تصرّح أنّ باقي الخلفاء هم من صلب الإمام الحسين عليه السلام ، خصوصاً ما ورد في ذيل قوله تعالى : ( وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) ( الزخرف : 28 ) . هذا مضافاً إلى دليل آخر يمكن اعتماده في هذا المجال لتعيين مصاديق هؤلاء الخلفاء والأئمّة ، وذلك من خلال المقياس الذي نصّ عليه حديث الثقلين ، ألا وهو عدم الافتراق بين القرآن والعترة ، فلنمسك بأيدينا هذا المقياس ، ونسبر به الواقع السلوكي لجميع مَن تسمّوا بالخلفاء والأئمّة
[1] فرائد السمطين ، مصدر سابق : ج 1 ص 315 ، الباب الثامن والخمسون ، الحديث 250 .