من ظلامات من قبل السلطات الحاكمة ، ومن الذين تعلّقوا وأنشدّوا بأهداب الحياة ، فغدوا عليهم السلام مشرّدين ما بين مَنْ قُتل مظلوماً وبين من قُتل مسموماً ، فعلى الرغم من شدّة هذه المصائب والقمع التاريخي وخذلان الأمّة لهم ، إلاّ أنّ ذلك لم يؤثِّر في سعيهم عليهم السلام لهداية الأمّة والوصول بها إلى الكمال الذي خُلق الإنسان لأجله . الخصوصيّة الخامسة : أنّهم اثنا عشر خليفة ممّا تقدّم تبيّن أنّ كلّ المحاولات التي بُذلت لتوجيه حصر عدد الخلفاء في اثني عشر لم تفلح ، إلاّ التفسير الذي قدّمته مدرسة أهل البيت ، حيث نجد بوضوح أنّ الروايات - التي ستقف عليها لاحقاً - تثبت بما لا لبسَ فيه ولا غموض أنّ أئمّة أهل البيت عليهم السلام هم مصداق هذه الأحاديث المتواترة بين الفريقين . وبذلك تسقط تلك الدعوى التي يردّدها البعض ، بأنّ متكلِّمي الشيعة هم الذين وضعوا هذه الأحاديث واختلقوها لتثبيت مذهبهم ؛ لورود هذه النصوص في أهمّ الصحاح والمسانيد السنّية قبل ذكرها في المصادر الشيعيّة . وقد أشار إلى هذه الحقيقة جملة من المحقّقين ، منهم أستاذنا الشهيد محمّد باقر الصدر حيث قال : « قد أحصى بعض المؤلّفين روايات هذا الحديث النبوي الشريف عن الأئمّة أو الخلفاء أو الأمراء بعده ، أنّهم اثنا عشر ، فبلغت الروايات أكثر من ( 270 ) رواية ( 1 ) مأخوذة من أشهر كتب الحديث عند الشيعة والسنّة .
( 1 ) منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر ، المحقّق آية الله الصافي الكلبايكاني ، الطبعة الثالثة : ص 10 .