ثمّ قال : « إذا عرفت هذا فنقول : النقيب : فعيل ، والفعيل يحتمل الفاعل والمفعول . . . وقال أبو مسلم : النقيب هاهنا فعيل بمعنى مفعول ، يعني اختارهم على علم بهم » . ثمّ بيّن في المسألة الثالثة : « إنّ بني إسرائيل كانوا اثني عشر سبطاً ، فاختار الله تعالى من كلّ سبط رجلاً يكون نقيباً لهم وحاكماً فيهم » [1] . وهذا ما ورد صريحاً عن ابن عبّاس عن رسول الله صلّى الله عليه وآله في حديث قال : « معاشر الناس ، مَن أحبَّ أن يلقى الله وهو عنه راض ، فليوال عدّة الأئمّة » . فقام جابر بن عبد الله ، فقال : وما عدّة الأئمّة ؟ فقال : « يا جابر سألتني - يرحمك الله - عن الإسلام بأجمعه ، عدّتهم عدّة الشهور ، وهي عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض ، وعدّتهم عدّة العيون التي انفجرت لموسى بن عمران عليه السلام حين ضرب بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشر عيناً ، وعدّتهم عدّة نقباء بني إسرائيل ، قال الله تعالى : ( وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ) والأئمّة - يا جابر - اثنا عشر . . . » [2] . الخصوصيّة الثالثة : عملهم بالهُدى والحقّ بيّنت هذه الأحاديث أنّ هؤلاء الخلفاء الاثني عشر « كلّهم يعمل
[1] التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب ، مصدر سابق : ج 11 ص 145 . [2] إرشاد القلوب : ج 2 ص 261 ، نقلاً عن البرهان في تفسير القرآن ، تأليف : العلاّمة المحدّث السيّد هاشم البحراني ، حقّقه وعلّق عليه : لجنة من العلماء والمحقّقين الأخصائيّين . منشورات : مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت - لبنان ، الطبعة الأولى : 1419 ه - 1999 : ج 2 ص 416 .