تفسير مدرسة أهل البيت لأحاديث الخلفاء اثنا عشر أمّا التفسير الذي قدّمته مدرسة أهل البيت في هذا المجال ، فنجد أنّها لم تحتج إلى مزيد بحث وعناء في تفسير هذه النصوص النبويّة ، وأنّ المراد بهم هم أئمّة أهل البيت عليهم السلام . ولكي يتّضح ذلك لا بدّ من بيان جملة من الدلائل والخصوصيات التي أشار إليها الرسول صلى الله عليه وآله في حديث الاثني عشر ، ومن هذه الخصوصيات : الخصوصيّة الأولى : أنّهم موجودون إلى قيام الساعة افترضت هذه النصوص الروائية أنّ للخلفاء بقاءً ما بقي الدِّين الإسلامي ، أو حتّى تقوم الساعة ، كما هو مقتضى قوله صلّى الله عليه وآله : « لا يزال الدِّين قائماً حتّى تقوم الساعة ، أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة » وأصرح من ذلك ما أخرجه مسلم في صحيحه ، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه قال : « لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان » [1] . فإذا ضممنا إلى ذلك ما ورد متواتراً عن رسول الله صلّى الله عليه وآله : « إنّ الأرض لا تخلو من قائم لله بحجّة » [2] يتّضح أنّ هذه الأحاديث تسجّل بمجموعها معنىً مشتركاً فيما بينها : أوّلاً : لا بدّ من دوام وجود هؤلاء الخلفاء إلى قيام الساعة .
[1] صحيح مسلم ، الحديث : 1820 ، ج 3 ص 1452 ، مسند أحمد : ج 2 ص 29 ، ص 93 ، فتح الباري في شرح صحيح البخاري ، مصدر سابق : ج 13 ص 104 ، الجامع الصغير : ج 2 ص 756 ، الحديث : 9969 ، وغيرها من المصادر . [2] ينابيع المودّة : ج 1 ص 89 ، تاريخ مدينة دمشق ، إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي أبو الفداء ، تحقيق : علي بشري ، نشر دار الفكر ، بيروت ، عام 1415 ه : ج 50 ص 255 ، المناقب للخوارزمي : ص 366 ، تاريخ اليعقوبي : ج 2 ص 206 .