هذا الدِّين عزيزاً ما تولّى اثنا عشر خليفة » [1] . وبعد ذلك بيّن « أنّ عليّاً لم يتمكّن في خلافته من غزو الكفّار ، ولا فتح مدينة ، ولا قتل كافراً ، بل كان المسلمون قد اشتغل بعضهم بقتال بعض حتّى طمع فيهم الكفّار . . . فأيّ عزٍّ للإسلام هذا » [2] . لذا نجد أنّه يتردّد في آخر كلامه في هذا الفصل بكون عليّ من الخلفاء الاثني عشر ، فيقول : « والمقصود هنا أنّ الحديث الذي فيه ذكر الاثني عشر خليفة ، سواء قدّر أنّ عليّاً دخل فيه ، أو قدّر أنّه لم يدخل فيه . . . » [3] . هذا مضافاً « لو سلّمنا بما ذكره ابن تيميّة في تعيين الاثني عشر ، فإنّ الذين ذكرهم قد انتهى أمرهم في القرن الثاني ، والأحاديث دلّت على بقاء خلافة هؤلاء الاثني عشر وإمارتهم حتّى قيام الساعة » [4] . ولقد أجاد القندوزي الحنفي في معرض ردّه على أمثال هذه التفسيرات بقوله : « إنّ الأحاديث الدالّة على كون الخلفاء بعده صلّى الله عليه ] وآله [ وسلّم اثني عشر ، قد اشتهرت من طرق كثيرة ، فبشرح الزمان وتعريف الكون والمكان . . . عُلم أنّه لا يمكن أن تحمل على الخلفاء بعده من أصحابه ، لقلّتهم عن اثني عشر ، ولا يمكن أن تحمل على الملوك الأمويّة لزيادتهم على اثني عشر ، ولظلمهم الفاحش إلاّ عمر بن عبد العزيز » [5] .
[1] منهاج السنّة ، مصدر سابق : ج 4 ص 320 . [2] المصدر السابق : ج 4 ص 321 . [3] المصدر السابق : ج 4 ص 322 . [4] دراسات في منهاج السنّة ، مدخل لشرح منهاج الكرامة ، تأليف : السيّد علي الحسيني الميلاني ، الطبعة الأولى : 1419 : ص 401 . [5] ينابيع المودّة لذوي القربى ، سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي ، تحقيق : سيّد علي جمال أشرف الحسيني ، دار الأسوة للطباعة والنشر ، الطبعة الأولى 1416 ه : الباب 77 .