وكيفما كان فإنّه يرى أيضاً أنّ يزيد الذي قتل الحسين عليه السلام ، وأباح المدينة ، وهدم الكعبة ، هو الذي يليق به أن يكون من العظماء الذين ذُكروا في التوراة . ثمّ بعد هذا وذاك يرى ابن تيميّة أنّ أولاد عبد الملك بن مروان هم الذين كان الإسلام عزيزاً في زمنهم . ثمّ يشكر الله أنّ الخلافة وقعت بيد بني العبّاس ولم تقع بيد رافضيّ ، يقول : « ثمّ كان من نِعَم الله سبحانه ورحمته بالإسلام ، أنّ الدولة لمّا انتقلت إلى بني هاشم صارت في بني العبّاس . . . وإلاّ فلو تولّى - والعياذ بالله - رافضي يسبّ الخلفاء والسابقين الأوّلين لقلب الإسلام » [1] . والواقع أنّ الإنسان لتصيبه الحيرة وهو يقف على مثل هذه الأقوال ! أمِنَ الإنصاف والعدل أن يكون أمثال معاوية ويزيد وعبد الملك بن مروان وأولاده من الخلفاء الاثني عشر الذين بُشِّر بهم إسماعيل عليه السلام ، وأنّهم من العظماء الذين ذُكروا في التوراة ، وأنّ صلاح الأمّة لا يكون إلاّ بهم كما قال صلّى الله عليه وآله : « لا يزال أمر أمّتي صالحاً حتّى يمضي اثنا عشر خليفة » ، وأنّ الإسلام عزيز بهم ، ولا يكون عليّ عليه السلام منهم ؟ ! . قد يقال : إنّ ابن تيميّة لم يصرّح بأنّ عليّاً ليس من هؤلاء الخلفاء الاثني عشر . والجواب : إنّه وإن لم يصرّح بذلك ، إلاّ أنّه نصّ على أنّ هؤلاء الخلفاء لا بدّ أن يكونوا « قد استولوا على جميع المملكة الإسلاميّة ، وقهروا جميع أعداء الدِّين . . . وكان الإسلام في زيادة وقوّة عزيزاً في جميع الأرض » لذا قال : « وهذا تصديق ما أخبر به النبيّ صلّى الله عليه وآله حيث قال : لا يزال