مشابهة للمخلوق » [1] . السيّد الخوئي ، قال في التنقيح : « الغلاة على طوائف ; فمنهم من يعتقد الربوبيّة لأمير المؤمنين أو أحد الأئمّة الطاهرين عليهم السلام ، فيعتقد بأنّه الربّ الجليل وأنّه الإله المجسّم الذي نزل إلى الأرض ، وهذه النسبة - لو صحّت - وثبت اعتقادهم بذلك ، فلا إشكال في نجاستهم وكفرهم ، لأنّه إنكار لألوهيّته سبحانه ؛ لبداهة أنّه لا فرق في إنكارها بين دعوى ثبوتها لزيد أو للأصنام ، وبين دعوى ثبوتها لأمير المؤمنين عليه السلام لاشتراكهما في إنكار ألوهيّته تعالى ، وهو من أحد الأسباب الموجبة للكفر » [2] . وغير ذلك من كلمات أعلام مدرسة أهل البيت عليهم السلام الذين حكموا بكفر الغلاة وخروجهم عن دائرة الإسلام . مقامات أهل البيت خارجة عن دائرة الغلوّ بعدما تبيّن أنّ دائرة ونطاق الغلوّ هو تجاوز حدود البشريّة وإضفاء صفة من الصفات الإلهيّة على المخلوق المغالي فيه ، يتّضح أنّ ما حظي به أهل البيت عليهم السلام من مقامات رفيعة ومنزلة وكرامة عند الله تعالى ، من قبيل عصمتهم وعلمهم بالغيب والولاية لهم ونحوها من المقامات التي أفاضها تعالى عليهم ، خارجة عن دائرة الغلوّ ; لأنّ مثل هذه المقامات ليست تجاوزاً لحدود البشريّة إلى حدود الألوهيّة ; لأنّ جميع ما عندهم هو من نِعَم الله عليهم ، فلا يملكون لأنفسهم شيئاً قباله تعالى - كما تقدّم - فهم لا يعلمون شيئاً إلاّ بإذن الله ، ولا يتصرّفون في شيء إلاّ بمشيئة الله ، فهم
[1] أصل الشيعة وأصولها ، كاشف الغطاء : ص 174 - ص 175 ، تحقيق : علاء آل جعفر ، الطبعة الأولى 1415 ه - ، مؤسسة الإمام علي عليه السلام . [2] التنقيح في شرح العروة الوثقى : ج 3 ص 73 .