الوجه السادس : لأبي الحسين المنادي قال : « يحتمل في معنى حديث « يكون اثنا عشر خليفة » أن يكون هذا بعد المهدي الذي يخرج في آخر الزمان ، فقد وجدت في كتاب دانيال : إذا مات المهدي ملك بعده خمسة رجال من ولد سبط الأكبر ، ثمّ خمسة من ولد سبط الأصغر ، ثمّ يوصي آخرهم بالخلافة لرجل من ولد السبط الأكبر ، ثمّ يملك بعده ولده ، فيتمّ بذلك اثنا عشر ملكاً ، كلّ واحد منهم إمامٌ مهديّ » [1] . وقد ردّه ابن حجر بقوله : « والوجه الذي ذكره ابن المنادي ليس بواضح » [2] . والمتدبّر في هذه الكلمات وأمثالها ، يحصل له القطع واليقين ، أنّ هذه الروايات بعيدة تماماً عن مثل هذه التفسيرات ، لأنّها جميعاً لا تنسجم مع المواصفات التي ذُكرت في هذه النصوص - كما سيأتي لاحقاً - وإنّما تقوم على نقطة منهجيّة واحدة ; هي توجيه الواقع التاريخي الذي وُجد بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله . الوجه السابع : لابن تيميّة من المحاولات الأساسيّة التي حاولت أن تجعل من هذه الأحاديث منطلقاً لإضفاء الشرعيّة على خلافة الخلفاء الذين جاءوا بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وحكّام بني أميّة ، المحاولة التي قام بها ابن تيميّة في منهاجه حيث قال : « وفي الصحيحين عن جابر بن سمرة : إنّ النبيّ صلّى الله عليه ] وآله [ وسلّم قال : لا يزال هذا الأمر عزيزاً إلى اثني عشر خليفة كلّهم من
[1] انظر فتح الباري في شرح صحيح البخاري ، مصدر سابق : ج 13 ص 184 . [2] المصدر السابق : ج 13 ص 185 .