كلامه من خلف حائط عرفه وعرف ما هو ، إنّ الله يقول : ( وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ ) ( الروم : 22 ) ، فهم العلماء ، وليس يسمع شيئاً من الإنس ينطق إلاّ عرفه ، ناج أو هالك ، فلذلك يجيبهم بالذي يجيبهم به » [1] . عن ابن مسكان عن عبد الأعلى بن أعين ، قال : « دخلت أنا وعليّ بن حنظلة على أبي عبد الله الصادق عليه السلام ، فسأله عليّ بن حنظلة عن مسألة فأجاب فيها ، فقال له عليّ : فإن كان كذا وكذا ؟ فأجابه فيها بوجه آخر ، فإن كان كذا وكذا فأجابه بوجه آخر ، حتّى أجابه فيها بأربعة وجوه ، فالتفت إلىّ عليّ بن حنظلة فقال : يا أبا محمّد قد أحكمناه ، فسمعه أبو عبد الله عليه السلام فقال له : لا تقل هكذا يا أبا الحسن ، فإنّك رجلٌ ورع ، إنّ من الأشياء أشياء ضيّقة وليس تجري إلاّ على وجه واحد ، منها وقت الجمعة ليس لوقتها إلاّ وقت واحد حين تزول الشمس ، ومن الأشياء أشياء موسّعة تجري على وجوه كثيرة وهذا منها » [2] . وهذا ما يفسّر تلك النصوص الكثيرة التي تحدّثت عن أنّ كلامهم له وجوهٌ كثيرة . عن محمّد بن حمران عن محمّد بن مسلم عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : « إنّا لنتكلّم بالكلمة لها سبعون وجهاً ، لنا من كلّها المخرج » [3] .
[1] المصدر السابق : ج 2 ص 241 ، الحديث 1374 . [2] المصدر السابق : ج 2 ص 124 ، باب في الأئمّة أنّهم يتكلّمون على سبعين وجهاً ، الحديث : 1179 . [3] المصدر السابق : ج 2 ص 126 ، الحديث : 1181 .